في أول رد فعل معاكس للسير العام في مصر، هاجم الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي وضع صور ولافتات لمرشد الثورة الإيرانية على خامنئي في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة، معتبرا أن وضع صور المرشع الشيعي الأعلى في العالم “نذير شؤم وعنوان خطر عظيم على البلاد”.
وقال حسان متحدثا عن الشيعة الذي أصبح لهم نصيب كبير على خارطة الشرق الأوسط، بسبب القوة التي أصبحت تكتسبها إيران في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والكويت :” ما وُجد هؤلاء في مكان إلا وأشعلوا فيه نار الطائفية، التي تدمر الأخضر واليابس، وأرض مصر الطيبة لا تقبلُ بفضل الله بَذرة التشيّع والتعصّب”.
هذا وكانت قناة “الغد” والتي يملكها القيادي المفصول بحركة فتح محمد دحلان، المقرب بشكل كبير من كواليس الحكم في مصر حسب التسريبات والتسجيلات التي تم تسريبها مؤخرا، قد قامت بتعليق لافتات كبيرة في بعض شوارع العاصمة المصرية القاهرة صورة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي.
وأظهرت الصورة التي علقتها القناة كدعاية لبرامجها على خامنئي وهو يقوم بالتقاط صورة سيلفي ومن خلفه أبراج الخليج للإشارة أن إيران بدأت تسيطر وبشكل واضح على دول الخليج.
وكان ناشطون إعلاميون قد قالوا أن الحكومة المصرية كانت قد منعت نشر هذه الإعلانات وذلك لإحتواء إحداها على صورة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بسبب علاقة النظام التركي السيئة مع النظام المصري بعد الانقلاب العسكري ودعم أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي سياق متصل، قال المحلل الإسرائيلي جاي إليستر، المعلق السياسي لموقع “وللا” أن تقارب نظام عبد الفتاح السيسي مع معسكر روسيا وإيران، يأتي في إطار استراتيجية “إنقاذ الرأس” حيث أصبه السيسي مستعد لفعل كل شيء من أجل إنقاذ حكمه الفاسد ولم بثمن تغيير تحالفاته الاقليمية التوجه إلى إيران بدل السعودية التي دعمت بملايير الدولارات مباشرة بعد وصوله للسلطة.
وقال المحلل الاسرائيلي أن حكم السيسي أصبح الآن ثقبا أسودا يبتلع عشرات الملايير من الدولارات التي قدمتها دول الخليج والتي على رأسها السعودية، وهو ما جعل صناع القرار في الرياض يشعرون باليأس لأن السيسي لم يستطع القيام بالمهمة التي دعمه من أجلها.
وأضاف ذات المتحدث أن هذا أن خيبة الرياض تعززت بشكل كبير جدا بعد أن رفضت القوات العسكرية المصرية الدخول بجانب السعودية في حرب ضد معسكر إيران باليمن، بالإضافة إلى تبنيها موقفا مغايرا عن ما اتخذه السعودية تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتصوير مصر مع القرار الروسي بمجلس الأمن، ما اعتبره ممثل الرياض بالأمم المتحدة خيبة أمل كبيرة جدا من بلد عربي.
وقال إليستر أن شهر العسل بين الرياض والقاهرة إنتهى، وهو ما جعل السيسي في حاجة لدعم كبير كان هو التوجه لكل من إيران وروسيا، مشيرا أن استقبال علي مملوك، مدير الجهاز الأمني لنظام الأسد، يعتبر بادرة حقيقية تجاه كل من موسكو وطهران ودمشق أيضا.