في تقرير جديد الغارديان، تحدث الموقع عن أسماء الأسد، السيدة الأولى في النظام السوري، والتي اختفت عن الظهور الإعلامي لمدة وصلت إلى الثماني سنوات، لتعود عبر قناة روسية الأسبوع الماضي.
و بدأ التقرير بالقول :”كان شعرها مجعداً بشكل جميل، ووجهها أخّاذاً ومزيناً بمساحيق تجميل، ونبرة صوتها رصينة وهادئة، هكذا كانت أسماء الأسد عندما أجرت الأسبوع الماضي أول حوار تلفزيوني لها منذ 8 أعوام”.
ونقلت الجريدة تصريح أسماء الأسد متحدثة بالإنجليزية التي تتقنها بشكل كبير، حيث قالت :” أشعر بالألم والحزن عندما أرى الجرحى والأرامل وضحايا الصراع في بلدي وأحاول مساعدتهم. هل يمكنك تجاهلهم؟ في سوريا، نحن نؤمن بضرورة احترام عالمنا. هذا أمر مهم”، مضيفا انه زوجة رئيس النظام السوري، لم تتحدث مواضيع لها علاقة بقصف المدنيين عن طريق البراميل المتفجرة، أو دعم النظام الروسي للأسد، الذي اقترف العديد من جرائم الحرب في حق معارضيه.
وعوض التطرق لهذه المواضيع، سأل المحاور الروسي أسماء الأسد عن الحياة الأسرية حيث طرح أسئلة حول السبب وراء تركيز الإعلام الغربي على انتقاد عائلتها عوض التركيز على أعمالها الخيرية، حيث كانت الإجابة ” هذا سؤال يجب أن يطرح على وسائل الإعلام الغربية وليس علي”.
وقال التقرير أن اللقاء التلفزيوني ورغم كونه خال بشكل كامل من كوليستيرول الحرب، إلا أنه أثار الكثير من الجدل تجاه السيدة التي بدأت في أول الأمر “وردة الصحراء”، والتي كان السوريون يعولون على مظهرها الغربي وإطلالتها الأنيقة من أجل تحديث النظام السياسي والاجتماعي لسوريا، بعد عقود من الصعاب بدأت حتى قبل تولي حافظ الأسد شئون البلاد.
ونقلت الجريدة عن ديفيد ليش، أستاذ التاريخ بجامعة ترينتي بسان أنطونيو بولاية تكساس، ومؤكف كتاب ” سوريا، سقوط بيت الأسد” قوله أن قرار سيدة سوريا الأولى بعد وفاة أمينة مخلوف أم الأسد بالظهور الإعلامي، جاء من إعلان الثقة من طرف النظام الذي يرى نفسه المنتصر في الحرب الدائرة في بلاده، وهو ما يستمر في خرجات الأسد الإعلامية الأخيرة، والذي يحاول من خلال رسم صورة الاستقرار والسيطرة على مجريات الأمور البلاد، مضيفا :”أعتقد أنهم يشعرون بالأمان تجاه المستقبل القريب بسبب الدعم الذي يتلقونه من النظامين الروسي والإيراني”.
وعاد التقرير للحديث عن البيئة التي نشأت فيها زوجة الأسد والتي لم تنشأ في بيت ديكتاتور كما هو حال زوجها، حيث عاشت في بيت عادي بمنطقة أكتون بمدينة لندن مع زوجها طبيب القلب، وكانت طالبة عادية وودودة تعرف بإسم “إيما”.
واستأنفت الأسد دراسة اللغة الفرنسية وبرمجة الحاسوب في الكلية الملكية بلندن، لتعمل بعدها كمصرفية بمدينة نيويورك، إلا أن لقاءها الأول بالأسد كان في لندن حيث كان يتدرب كطبيب عيون، حيث تم التواصل والزواج سرا سنة 2000، ليصبح بعدها زوجها رئيسا لسوريا بعد ذلك بأشهر عندما توفي والده، لتكون أسماء ثاني سيدة في سوريا في سن 25 سنة.
وقالت الجريدة أن الآمال كانت معقودة على الزوجين في بداية عهدهما، بعد سنوات من الديكتاورية الوحشية التي طبعت سوريا حافظ الأسد، حيث اعتقد السوريون أن تكوين الأسد الغربي وزوجته بريطانية المولد سيساهمان في فتح أباب التقدم والحرية، ولكن هذا لم يكن.