في تصريح مثير للجدل، هاجم الملك الأردني عبد الله الثاني الرئيس الأمريكي جورج بوش ووالده بعد أن وصفهما بأنهما يظنان أنهما يتصرفان وكأنهما يعرفان سكان المنطقة العربية أكثر مما يعرفون هم أنفسهم.
وقال الملك الأردني في لقاء صحفي له مع الإعلامي الأمريكي سكوت بيلي، مقدم برنامج 60 دقيقة على قناة “سي بي أس” أن هذه السياسة الخاطئة هي التي جعلت أمريكا تدخل العراق مرتين، سنتي 1990 و2003 ولكن الواقع أثبت أن هذا التدخل لم يقم بشيء سوى تأزيم الوضع في المنطقة وإدخالها في مشاكل لم تستطع الخروج منها حتى الآن مضيفا :” كما تعلم نحن لا نملك إنا أن نقول آراءنا بصراحة” في إشارة إلى عجزة وبلاده في مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في القرارات التي يتم اتخاذها بخصوص تدخلها في الشئون الداخلية للدول العربية.
وأفاد الرئيس الأردني :” أمر محبط عندما يجد الكثيرون منا ممن يدركون تفاصيل التركيبة العرقية في المنطقة، كونهم يعيشون فيها، أن المستشارين في الغرب يتكلمون وكأنهم يعرفوننا أفضل مما يفترض أن نعرف أنفسنا” مضيفا :” دعني أضرب مثالا بسوريا؛ فعندما بدأ الأمر هناك كان الجميع يقولون إنها ستة أشهر، وأنا أقول إنها ست سنوات، وما زال أمامنا شوط طويل لمعالجة التحديات، ليس في سوريا والعراق بل في المنطقة بأكملها.
وجدد الملك عبد الله رفضه تواجد جيوش غربية في سورية، معتبرا أن المطلوب من هذه الجيوش هو المساعدة فقط لا غير، لأن لا أحد يريد رؤية جنود غربيين يسيرون في شوارع المدن والقرى السورية، الجميع يريد أن يعود السوريون إلى السيطرة على الوضع وأن يقوموا بذلك بأنفسهم.
وأضاف ملك الأردن في إشارة إلى تنظيم الدولة المعروف بداعش، أن العديد من اللذين ظهروا في فيديو حرق الطيار الأردني معاذ لكساسبة أثناء أسره والتحقيق معه وقتله تم “القصاص منهم” معلقا :” لقد قتلنا العديد منهم، وسنصل للباقي ولو بعد 50 سنة”.
واتنقد العاهل الأردني التحالف الدولي ضد تنظيم الدولي معلقا :”أعتقد أن المعضلة مع الغرب تكمن في أنهم يرون حدودا بين سوريا والعراق، أما عصابة داعش فلا ترى ذلك وقد شكل هذا مصدر إحباط لعدد منا في علاقتنا مع شركائنا في التحالف الدولي لعدة سنوات” مضيفا :” هناك العديد من الخبراء القانونيين الذين تدخلوا في وقت سابق قائلين أن هناك حدودا دولية بين الدول يجب احترامها، نحن نقول أن عصابة داعش لا تعمل بهذه الطريقة، فإذا كنت تريد العمل بطريقة القواعد الخاصة بك مع علمك أن عدوك لا يعمل بها، فهذا لا يعني سوى شيئا واحدا، وهو أنك لن تنجح في ذلك.
هذا وتعتبر الأردن من الدول التي تدخلت بشكل كبير في الداخل السوري، نظرا لحدودها مع البلاد واستيعابها لآلاف السوريين والذين فروا من نار الحرب، ما يجعلها تريد أن يتم استيعاب الأمر بأسرع طريقة ممكنها، للمشكل الاقتصادي الذي سببته لها الأزمة السورية.