ما بين من يقول أنه خطأ متعمد، أو كارثة مهنية غير مقصودة، انفجر الداخل الإعلامي المصري على بث التلفزيون المصري الثلاثاء الماضي لحوار قديم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد أجراه قبل سنة كاملة بدل من حوار جديد أجراه السيسي مع نفس القناة يوم الاثنين الماضي، وهو ما سبب ثورة من الغضب داخل الاعلاميين الذي اتهموا مسئولي التلفزيون بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، فيما كانت هنالك شريحة لم تنتبه لهذا الخطأ وناقشت الحوار والأفكار التي جاءت فيها.
الإعلامي مصطفى البكري أحد الموالين لنظام الجنرال السيسي قال أن هذا الخطأ يعني شيئا واحدا، وهو تغلغل جماعة الإخوان المسلمين داخل الجهاز التلفزيوني الرسمي للدولة المصرية مضيفا في مهاتفة مع الإعلامي الآخر أحمد موسى أن من فعل ذلك يقصد إحراج الدولة المصرية وإحراج الرئيس المصري.
وبعد الفضيحة، قامت صفاء حجازي، رئيسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون بإقالة رئيس قطاع الأخبار، وتكليف نائبه لتسيير أعمال رئاسة القسم إلى حين تعيين رئيس جديد، كما اعتذر الاتحاد في بيان قام بنشره بموقعه على الرسمي على شبكة الإنترنت عن الخطأ الذي صدر من قسم الأخبار، حيث تم إذاعة لقاء قديم بسنة للسيسي يوم الثلاثاء على أنه أقيم يوم الاثنين السابق.
من جهته هاجم الإعلامي أحمد موسى أحد المقربين من المؤسسة العسكرية جميع المواقع الاخبارية والقنوات الخاصة والجرائد القومية التي أخذ اللقاء وكتبت عنه دون أن تقوم بأدنى مراجعة.
وشن موسى حملة شرسة على مسئولي التلفزيون المصري متهما إياهم بعدم أخذ كلام السيسي باستهتار، مشككا في الجهات التي قد تكون دفعتهم لذلك، لإحراج النظام.
هذا وكان رئيس قطاع الأخبار قد قال قبل إقالته أنه أمر بتحويل المتسببين في هذا الخطأ إلى التحقيق، حيث كان قد أخبر رئيسة مبنى الإذاعة والتلفزيون بالخطأ فور وقوعه وكذلك قيامه بتحويل المسئولين للشئون القانونية وإيقافهم عن العمل حتى يتسنى معرفة هل الواقعة مقصودة أو لا.
وكان السيسي قد تحدث في الحوار السابق عن العفو عن صحفيي قناة الجزيرة ودور المؤسسة العسكرية في مواجهة تنظيم الدولة المعروف بداعش، بالإضافة إلى علاقته “مصره” مع الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهته قال تامر أمين الإعلامي المصري أن السيسي لا يمكن أن يكون قد هاجم الإعلام المصري دون أن يتأكد مما حدث بالضبط لكنه استدرك وقال “أما إن كان فعلها فلديه الحق في ذلك”، قبل أن يقوم في برنامجه بعد ذلك أن السيسي هاجم الإعلام الغربي لتغلغل جماعة الإخوان المسلمين فيه، مؤكدا أن السيسي لا يمكن أن يهاجم إعلام بلده في الخارج على حد قوله.
أما في الحوار الجديد، فقد ركز السيسي على أن مصر بعيدة عن مسألة التمييز الديني بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدا أن جميع المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، كما قال أنه دائما ما يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي والرأي العالم في البلاد من اجل إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة يهودية.
كما قال السيسي أنه لا تحسن حتى الساعة في العلاقات المصرية التركية مفيدا أن المنطقة تعرف العديد من الصراعات ما يجعل البلاد تتروى في الخطوات التي تتخذها.