وصل حوالي مليون زائر إيراني إلى مدينة كربلاء عبر منفذ زرباطية لأداء “زيارة عرفة” بمحافظة كربلاء العراقية أحد أكثر الأماكن قدسية عند الشيعة، في الوقت الذي ترددت فيه بعض الأنباء عن قيام مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بإصدار فتوى تجيز تحويل حج الإيرانيين إلى كربلاء بدل مكة المكرمة، بعد أن كانت إيران قد منعت حجاجها من الذهاب إلى السعودية بسبب الأزمة السياسية بين الدولين.
وقالت وزارة الداخلية العراقية يوم الخميس ان حوالي مليون إيراني دخلوا إلى البلادي عبر محافظة واسط الباعدة بـ 160 كيلومتر عن العاصمة العراقية بغداد لأداء زيارة عرفة بمحافظة كربلاء، مرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه العباس بن علي بن أبي طالب، وذلك بحسب ما أكد العميد سعد معن الناطق الرسمي بإسم الوزارة العراقية.
وأفاد جعفر عبد الجبار قائم مقام مدينة بدرة العراقية الحدودية مع إيران في تصريح سابق أن الإيرانيين القادمين للعراق جاؤوا من أجل زيارة “العتبات المقدسة” بالبلاد خلال عيد الأضحى، مشيرا أن إدارة المنفذ الحدودية قامت باتخاذ جميع الإجراء ات اللازمة من أجل تأمين هذا الدخول بكل انسيابية، حتى لا تتكرر الفوضى التي كانت قد صاحبت دخول 1.6 مليون إيراني معظمهم لا يملكون تأشيرات في زياة “أربعينية الإمام الحسين” شهر فبراير الماضي.
من جهتها قالت أمل العلكي رئيسة لجنة الطاقة بمحافظة واسط، إن هيئات النقل والمنتجات النفطية والدوائر الخدمية في المحافظة قامت بإستنفار كافة إمكانياتها لتوفير أحسن الخدمات لزائري “الأماكن المقدسة” من الإيرانيين القادمين من الحدود، مضيفة أن عددا من الإدارات الخدمية والنقل والأجهزة الأمنية ستقوم بالمشاركة في حماية الزوار الإيرانيين بتنسيق مع السلطات الإيرانية حسب الاتفاقيات الرسمية بين حكومات البلدين.
وفي نفس السياق، كانت السفارة الإيرانية في الكويت قد نفت أن يكون خامنئي قد أصدر أية فتوى لتحويل حج الشيعة من مكة المكرمة إلى مدينة كربلاء بالعراق حسب بيان رسمي.
وقالت السفارة في بيانها : “نفيدكم علما، والقراء المحترمين بأنه لا توجد أية فتوى من هذا النوع إطلاقا، لا في هذه السنة ولا في السنة التي غيرها وكل هذه الأخبار هي زور وبهتان”، مضيفة أن الحج يعتبر شعيرة عظيمة من شعائر الاسلام على من استطاع إليه سبيلا، في حين أن زيارة “الحسين” أمر معروف الثواب حسب الأحاديث والروايات الصادرة عن مراجع الشيعة، وهو ما يتم كل سنة.
جدير بالذكر أن قدسية مدينة كربلاء العراقية تأتي من قولهم أن ” الله اتخذ أرض كربلاء حتما آمنا مباركا قبل أن يخلق أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف سنة وبارك عليها قبل خلقه الخلق، ولا تزال كذلك حى يجعل الله منها أفضل أرض في الجنة”، حسب ما ذكره كتاب “بحار الأنوار” أهم كتب المرجعيات الشيعية.