قامت صحيفة “الكونفيدينسيال” الاسبانية بنشر تقرير تطرقت فيه للمرحلة القادمة ما بين طرد تنظي الدولة الاسلامية “داعش” من مدينة الرقة السورية، والتي تعتبر أحد أهم معاقله، مؤكدة أن هيمنة الأكرد على المنطقة من شأنها إذكاء صراعات أخرى.
الصحيفة وفي مستهل حديثها، نقلت تصريحا عن المعارض السوري العربي “خالد” (اسم مستعار) والذي قال أنه التقى مسئولين أمريكيين من وزارة الخارجية الأمريكية كممثل للمجتمع المدني لمدينة الرقة السورية، مؤكدة أن هذا الاجتماع كان بهدف رسم الاحتمالات والملامح السيناريوهات المحتملة بعد معركة الرقة.
وقالت الصحيفة :”بين خالد أن شباب الرقة لا يرغبون في استقرار المليشيات الكردية السورية في المدينة، مشيرا إلى رغبتهم في تلقي الدعم من طرف قوات درع الفرات (المدعومة تركيا)؛ لمساعدتهم على طرد عناصر تنظيم الدولة من المنطقة”، مبينة :” منذ سنة 2014، تقدم واشنطن الدعم للمليشيات الكردية لمحاربة تنظيم الدولة في شمال سوريا. لكن، لاحقا، أصبحت الوحدات الكردية تعمل تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية”.
وتابعت “الكونفيدينسيال” خالد أكد على مخاطر منح الأسلحة إلى الأقلية، التي لا تشكل سوى 5 في المئة من سكان الرقة؛ إذ إن ذلك من شأنه أن يطلق العنان لمزيد من الصراعات في المنطقة”، مؤكدة :” الخبراء يعتقدون أن النموذج الاستبدادي للأكراد في المناطق ذات الأغلبية العربية، مثل الرقة، من شأنه أن يعجل بعودة الجماعات المتطرفة إلى المنطقة”.
وأكد التقرير :”الأزمة الإنسانية، التي برزت بعد هزيمة تنظيم الدولة في مناطق أخرى في سوريا، تشكل بدورها مسألة رئيسية بشأن الهجوم على الرقة. في المقابل، أعلن التحالف الدولي عن عدم تحمله لأي مسؤولية في هذا الشأن. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، إن التنمية الوطنية ليست من مهامنا”، مؤكدا :”لم يتم وضع أي خطة للإدارة المدنية في الرقة. وبالتالي، فإن العديد من التساؤلات المطروحة حول: من سيتولى السلطة في مدينة تضم حوالي 300 ألف نسمة، ومن الذي سيتكفل بتوفير الخدمات البلدية، وما هي طبيعة القوات التي ستكون مسؤولة عن الأمن والنظام في المنطقة، ومن هو الطرف الذي سيتكفل بتمويل إعادة بناء الرقة”.
وزادت الصحيفة الاسبانية :” في أبريل الماضي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن تشكيل المجلس المدني للرقة، ومقره سيكون في مدينة تل أبيض. وسيشكل المجلس السكان القاطنون بالرقة، من العرب والأكراد والتركمان، جنبا إلى جنب وجهاء القبائل هناك”، ناقلة تعليق خالد بالقول :”قيادات وحدات حماية الشعب (الكردية) يتمتعون بالسلطة الحقيقية في المنطقة، وإن اختيار القيادات غير متوازن مطلقا”.
وحول تطور المعارك في الداخل السوري قالت “الكونفيدينسيال” :” قوات سوريا الديمقراطية سيطرت منذ العام الماضي على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، لكن الجهود المبذولة لإدراج العرب في النموذج الإداري للمنطقة لم تكن سوى حبر على ورق. وبناء على ذلك، قال محلل سياسي سوري إن “الشخصيات العربية التي ترغب في المشاركة في الإدارة الذاتية في المنطقة لن تتسلم سوى وظائف، دون سلطة حقيقية، مؤكدا أن القرار الأخير يعتمد على مسؤولي الوحدات الكردية المدربة على يد حزب العمال الكردستاني في منطقة جبل قنديل”.