كما كان متوقعا، صاحبت العديد من الانتقادات مسلسل الجماعة لمؤلفه وحيد حامد، والذي تطرق لمجموعة من القضايا المهمة أهمها علاقة حزب الوفد المصري بآخر ملوك مصر، الملك فاروق، بالإضافة إلى مسألة بيعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لجماعة الاخوان المسلمي.
وعارض كل من رفعت السعيد وصلاح عيسى هذا الطرح، في الوقت الذي قال فيه خالد يوسف، مخرج احتجاجات 30 يونيو أن ما يقوله المسلسل يسقط شرعية جميع الرؤساء المصريين ويؤكد شرعية الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
والكاتب الصحفي صلاح عيسى أن أولى حلقات المسلسل تثير الخلاف حول العديد من الوقائع أهمها اعتراض سامي شريف، سكرتير عبد الناصر لشؤون المعلومات ووزير الدولة لشؤون الرئاسة على القول بأن هذا الأخير كان عضوا في جماعة الاخوان المسلمين قبل ثورة يونيو.
وقام بعدها عيسى بالقول :” الواقعة للأسف صحيحة.. وإذا كان من حق سامي شرف أن يشكك في شهادة بعضهم لأنهم لم يكونوا على معرفة كافية بعبد الناصر خلال هذه المرحلة من عمله السياسي، فإن من حق وحيد حامد أن يشكك في اعتراضه للسبب نفسه، لأن علاقته بعبد الناصر لم تكن قد بدأت بعد.. ومن حقنا أن نقول إن وحيد حامد قد استند في روايته للواقعة، وفي مناظرته مع سامي شرف، إلى شهود ثانويين، بينما تجاهل الشاهد الرئيس على صحتها، وهو خالد محيى الدين، الذي رواها في مذكراته”.
لكن رفعت السعيد نفى ما قال سامي شرف حيث علق قائلا :”مع كل الاحترام لشرف، إلا أنه لم يرتبط بعبد الناصر في فترة الأربعينيات حتى ينفي علاقته بالإخوان”، مضيفا في تصريح لصحيفة المصري اليوم :” عدد من ضباط الجيش تعاونوا مع الجماعة باعتبارها الفصيل الذي يقف في مواجهة الاحتلال البريطاني، بالتزامن مع انخفاض شعبية حزب الوفد، وكان الإخواني الصاغ محمود لبيب هو حلقة الوصل بين الجماعة وبين الضباط”.
من جهته قال خالد يوسف، أن المسلسل يضرب شرعية جميع الرؤساء المصريين بدء بعبد الناصر وصولا إلى قائد الإنقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، معترفا بشرعية محمد مرسي.
يوسف وفي مقال له بصحيفة “المصري اليوم” قال :” لم أستفز في حياتي من أثر تشويه وتزييف التاريخ مثلما حدث عندما شاهدت مسلسل الجماعة 2 واستمعت لمؤلفه وحيد حامد”، مضيفا مخاطبا هذا الأخير “”عفوا، قد جانبك الصواب، فقد ارتكبتَ خطيئة في حق تاريخ الوطنية المصرية، وأديتَ خدمة جليلة لحركة الإخوان عندما نسبتَ تنظيم الضباط الأحرار لذلك التنظيم، وخلقتَ شبهة الارتباط بينهما”.
وتابع يوسف أحد أبرز أعداء الاسلاميين في مصر ومؤيدي الانقلاب :”إن ما فشل فيه الإخوان طوال سبعين عاما من إقناع الناس بأنهم الأصحاب الحقيقيون لثورة يوليو، وأن جمال عبد الناصر قد سرقها منهم قد نجح فيه الأستاذ وحيد بامتياز، باعتباره من أكبر أعداء الجماعة، وعندما يشهد هذه الشهادة يصبح الأمر، كأنه “شهد شاهد من أهلها”، مضيفا :” مما أحزنني ذلك المشهد العبثي الذي يجلس فيه جمال عبد الناصر أمام سيد قطب، تلميذا مطيعا يهابه ويسمع تنظيراته بانبهار، ويستسمحه أن يأتي له في المقابلة القادمة بأعضاء التنظيم كي يستمعوا إلى الدرر الصادرة من فم الأستاذ والنصح والتنظير الصادرين من عقل المعلم”.
وختم المخرج المصري مقاله بالقول:”لقد سمَّيت ما يعتقده الأستاذ وحيد حامد “خطيئة”، ولكن وجب أن ننبه أن هذا الاعتقاد يضرب في شرعية كل الأنظمة وكل الرؤساء الذين حكموا مصر بدأ بجمال عبد الناصر ومرورا بالسادات ومبارك والمجلس العسكري حتى السيسى.. والوحيد الذي يصبح غير مطعون في شرعيته هو رئيسهم محمد مرسي، لأنه جاء من التنظيم، الذي أجلى الإنجليز عن مصر، وأسقط المَلَكية، وأعاد مصر للمصريين في ثورتهم الأولى في يوليو 52 وأزاح فساد واستبداد مبارك ونظامه في ثورتهم الثانية في يناير 2011.. ويصبح من المحتم أن يكون الشعب المصرى في معظمه من تنظيم الإخوان أو أن هذا الشعب كومبارس أو مُشاهد، ودائما ما يترك بطله، وهو تنظيم الإخوان، يثور بدلا منه في كل المرات، ويجلس ليصفق له إما في الكواليس أو في مقاعد الجماهير”.