لم يخفي الطيب رجب أردوغان الرئيس التركي أن تقوم بلاده بتدخل عسكري مباغث لمن وصفهم بالإرهابيين خارج الأراضي التركية، وذلك للإشارة إلى تنظيم الدولة المعروف بداعش.
واعتبر الرئيس التركي بأن بلاده والولايات المتحدة الأمريكية يمكنهما في حالة توحيد قواهما تحويل مدينة الرقة السورية، والتي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا إلى مقبرة حقيقية لمسلحي التنظيم.
وأفاد الرئيس التركي والذي حل ضيفا على المؤتمر العام لجمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك في مركز “خليج” للمؤتمرات في اسطنبول: “أمريكا الهائلة والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة إلى مقبرة لتنظيم الدولة”، حيث أداف عندما علق على إمكانية قيام عملية عسكرية محتملة خارج حدود بلاده:” “نعلم جيدا ما نفعله عندما يحين الوقت.. قد نأتي بغتة في ليلة ما”.
وتابع أردوغان الذي يزور الولايات المتحدة في منتصف مايو، لعقد أول لقاء له مع الرئيس دونالد ترامب:” لقد تبين بوضوح من يعمل في بلادنا تحت إمرة قوى أخرى كعصابة خائنة، ومن يعمل من أجل نيل رضى الله.. نحن عازمون على اجتثاث جذور عصابات الخيانة جميعها، عملا بالحديث الشريف: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”، مؤكدا :” أبوابنا وقلوبنا مفتوحة لكل من يعمل بإخلاص من أجل وطنه وشعبه، ووحدة وتضامن العالم الإسلامي، ومن أجل الخير للإنسانية جمعاء”.
وحول العمليات العسكرية لتركيا شمالي تركيا، علق الرئيس التركي قائلا :”قلنا إن مدينة منبج هي هدفنا المقبل (في سوريا)، ونؤكّد أننا على استعداد لتنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة”، مضيفا :” لكن، نقول للأصدقاء الأمريكان: لا تشركوا معكم في العمليات منظمات إرهابية”، وذلك في إشارة للتنظيمات الكردية والتي تدعمها واشنطن.
وأكد أردوغان :” تركيا ستلاحق منظمة “بي كا كا” الإرهابية في أوكارها، كما لاحقت منظمة “غولن” الإرهابية، والجيش التركي يجري حاليا عمليات ضد “بي كا كا” في جبال “تندوراك” و”غابار” و”جودي” و”بيستلر درلر” جنوب شرقي البلاد”،
مفيدا :” وتركيا لا تقف عند هذا الحد، بل تحارب تنظيم “ب ي د/ ي ب ك”، الجناح السوري لـ”بي كا كا” في سوريا”.
وشدد أردوغان :” لم نكتف بمكافحة الإرهابيين داخليا، بل طالتهم عملياتنا خارج الحدود من خلال قصف (ب ي د) و(ي ب ك).. أترون كيف يهاجموننا بقذائف الهاون من هناك ءشمالي سورياء وتحت غطاء مَن؟ ولكننا نحول تلك المناطق إلى مقابر لهم، ولن نتوقف”.
وحول الشأن المحلي قال الرئيس التركي: سأعود إلى عضوية الحزب الذي أسسته، وإنه سيتم تحديد الشكل الجديد لقيادة الحزب في المؤتمر العام الاستثنائي المزمع عقده في 21 مايو المقبل”، منوها :” تركيا أضحت تعتمد على نفسها في تقرير مصيرها، دون الاعتماد على الآخرين،لقد قلنا بأننا لن نعتمد على الآخرين بعد الآن”.
وختم الرئيس التركي بالقول :” لقد قلنا بأن الفتح قريب، وآمنا دائما بأن الفتح من الله، وسنسير في طريقنا إيمانا منا بذلك.. الذين يؤمنون بقرب الفتح يؤمنون بشيء آخر، ألا وهو أن الله هو وحده المعين”.