قامت صحيفة “فيلت” الألمانية بتسليط الضوء على مجموعة من البوادر التي قد تكون بوادر انهيار حزب الله اللبناني، وذلك بعد شهود التنظيم تراجعا كبيرا على المستوى الإداري والمالي والعسكري، وهو ما قد ينهي وجود الحزب أو على الأقل وجود قوته الكبيرة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها :” حزب الله يعد أقوى تنظيم عسكري في لبنان، ويسيطر على ثلث البلاد، إلا أنه يشهد في الوقت الراهن أزمة خانقة، تتجلى في نفاد موارده المالية فضلا عن تراجع رصيده البشري، والصراع الدامي بين قياداته بغية التمتع بالسلطة”، مبينة :” عيم التنظيم حسن نصر الله، أمر بتصفية القائد العسكري مصطفى بدر الدين، في السنة الماضية، نظرا لأنه أصبح يشكل مصدر تهديد بالنسبة له، وذلك وفقا لما أكدته المخابرات الغربية”
وحول ذات القضية استطردت “فيلت” الألمانية :” بدر الدين كان يقود بنفسه مليشيات التنظيم في سوريا، علما بأنه لا يعدّ القائد العسكري الوحيد الذي لقي حتفه على خلفية الصراع على السلطة في صلب التنظيم، فقد لقي ضباط آخرون حتفهم بسبب انتقادهم لنصر الله، واغتيال قيادات التنظيم يعدّ بمثابة أولى خطوات نصر الله للاستحواذ التام على مقاليد السلطة”.
ونقلت الصحيفة عن آدم زوبين كبير مستشاري وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية السابق قوله :” تنظيم حزب الله يعيش في الوقت الراهن أزمة مالية غير مسبوقة”، حيث علقت الصحيفة بالقول :” هذه الأزمة التي يشهدها الحزب على الصعيد المالي تعزى إلى سببين رئيسين؛ الأول أن التنظيم يحارب على جبهات عدة، في حين أن مداخيله تقلصت نتيجة العقوبات الأمريكية المفروضة عليه إلى درجة أنه أصبح مهددا بالإفلاس”.
وتابعت الصحيفة :” أما السبب الثاني، فيتمثل في أن رجال الأعمال الشيعة الذين دأبوا على تمويل حزب الله، أصبحوا متخوفين من العقوبات الأمريكية، إذا واصلوا تقديم دعمهم لهذا التنظيم”، مضيفة :” حزب الله حاول الحصول على التمويل من الطائفة الشيعية عن طريق القوة، وفي السياق هذا، قام التنظيم بتوجيه تحذير للداعمين الشيعة عن طريق تفجير قنبلة بالقرب من بنك “لبنان والمهجر” في شرق بيروت، يوم 12 يونيو الماضي”.
وأكدت الصحيفة :” حزب الله ينفق أغلب أمواله لدعم مليشياته على الأراضي السورية، حيث يقاتل التنظيم هناك إذعانا لأوامر إيران”، مضيفة :” بحسب ما أكده مسؤولون في التنظيم، فإن حوالي 20 ألف جندي من بينهم ما لا يقل عن 8 آلاف جندي احتياطي، يتمركزون على أرض المعركة، في المقابل، يتقاضى هؤلاء الجنود، “منحة خطر” شهرية تقدر بحوالي 1200 دولار. إلى جانب ذلك، يتم تقديم مبالغ طائلة لصالح آلاف الجرحى وأهالي 1500 مقاتل قضوا نحبهم في الحرب”.
وواصلت الصحيفة الألمانية :” عناصر آخرين تابعين لحزب الله متورطون في الحربين العراقية واليمنية، علما بأن بعض المليشيات تنشط في اليمن بصفتها مستشارة للحوثيين”، معلقة :” “طالما تتمتع إيران بالثروة، فإن حزب الله سيحظى بدوره بالأموال، زعيم تنظيم حزب الله كشف عن ميزانية التنظيم وموارده المالية جميعها، بالقول إن مصدرها طهران”.