نشرت صحيفة “جيوبوليس” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الدوافع التي جعلت النظام الإيراني يصدر أوامره من أجل تصفية مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لحزب الله الشيعي في سوريا.
يأتي هذا التقرير بعد أن كانت قناة فرانس 22 قد قالت أن القائد العسكري لحزب الله اللبناني والذي كان قد قتل في انفجار غامض نسب إلى تنظيم داعش، تمت تصفيته من طرف المحيطين به وبأمر مباشر من إيران.
وقالت الصحيفة :” إنه وفي 13 مايو سنة 2016، اهتزت الضاحية الجنوبية لبيروت على وقع صيحات متظاهرين خرجوا لتشييع جثمان أحد أهم قادة حزب الله في سوريا، مصطفى بدر الدين”، مضيفة :” هذه الحادثة أثارت موجة استغراب في صفوف الكثيرين، خاصة وأن هذه المنطقة عادة ما تشهد حضورا مكثفا للميليشيات الشيعية، من بينها ميليشيات إيرانية، فضلا عن أنها منطقة مؤمنة جدا وخاضعة لرقابة النظام السوري”.
في نفس السياق قامت صحيفة “الأخبار اللبنانية” قد نشرت تقريرا هي الأخرى قالت فيه :” خلال العملية التي قتل فيها بدر الدين، كان رفقة ثلاثة من حراسه الشخصيين، الذين نجوا من هذه الحادثة. علاوة على ذلك، لم يتم إثبات وجود أية آثار لمواد تفجير أو متفجرات في مسرح العملية، مما أثار العديد من الشكوك حول مقتل بدر الدين، الذي قد يكون عملية اغتيال مدبرة” متابعة :” بعد مرور أشهر على العملية، نشرت قناة “العربية” نتائج التحقيق المدوية في مقتل القيادي بحزب الله، حيث وجهت أصابع الاتهام مباشرة لكل من حسن نصر الله والجنرال قاسم سليماني، الذراع الأيمن لإيران في سوريا”.
وقالت الصحيفة :”أن العلاقات كانت متوترة بين كل من مصطفى بدر الدين وقاسم سليماني، وتطور الأمر لدرجة أنه تحول إلى أزمة ثقة بينهما”، مضيفة :” المثير للاهتمام أن قاسم سليماني كان يريد تولي المهام القيادية خلال عمليات استرجاع المناطق السورية، علما أنه قد رفض أن يقتسم مسؤوليات القيادة مع بدر الدين، الذي مني بالعديد من الهزائم على ساحة المعركة السورية”.
وزادت الأخبار اللبنانية :” هناك عدة أسباب أخرى تجعل من بدر الدين “شخصية غير مرغوب فيها”، حيث يعتبر هذا القيادي أحد مدبري هجمات بيروت خلال سنة 1983، التي أودت بحياة قرابة 241 جنديا أمريكيا وقرابة 58 مظليا فرنسيا، بالإضافة إلى ذلك، يعد بدر الدين الشاهد الأول لدى المحكمة الخاصة في لبنان، التي تحقق في قضية اغتيال الوزير الأول اللبناني، رفيق الحريري، الذي اغتيل سنة 2005. وتجدر الإشارة إلى أن المتورط الأول في هذه العملية، هو زعيم حزب الله، حسن نصر الله”.
و بينت ذات المصادر :” نصر الله قرر إرسال قائده، مصطفى بدر الدين، إلى ساحات المعارك في سوريا خلال سنة 2013، في الوقت الذي يتعرض فيه حزبه إلى انتقادات لاذعة نتيجة وقوفه إلى جانب بشار الأسد، لذلك، فإن أية تسريبات من بدر الدين، بشأن قضية اغتيال الحريري، قد تمس بسمعة نصر الله على الصعيدين المحلي والدولي”.