في خطرة اعتادتها مصر مؤخرا، قضت محكمة جنح نصر بتأجيل أول جلسات محاكمة أحمد موسى، الإعلامي المصري الموالي لعبد الفتاح السيسي وذلك بتهمة إذاعة نشر مكالمات هاتفية مسربة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني، حيث تم التأجيل إلى 22 مارس الجاري.
هذه المحاكمة طرحت العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة الجديدة بين موسى الذي يعتبر الإعلامي الأكثر تأييدا للسيسي ولمبارك من قبله، وبين النظام الذي ربما قد يتخلى عليه.
في هذا السياق، قال محمد شوقي، أستاذ العلوم السياسية في تصريح صحفي :” النظام يهدف من وراء هذه المحاكمة إلى تحذير أحمد موسى وغيره من الإعلاميين، وإيصال رسالة لموسى بأنه أصبح كارتا محروقا”، مشيرا إلى أن “النظام فعل هذا من قبل مع كثير من الإعلاميين”، مضيفا :” النظام يعرف أن الناس أصبحت مستاءة من موسى وطريقة عرضه للقضايا، وأن شعبيته قلت عن ذي قبل، ولم يعد كثيرون يتابعونه”، مشيرا إلى أن “الإعلاميين الموجودين الآن على الساحة؛ هم مجموعة من الوجوه الجديدة، غير الذين كانوا موجودين إبان فترة حكم الإخوان المسلمين”.
وتابع ذات المتحدث :” مكالمة سامي عنان كانت بمثابة طعم لأحمد موسى، وأن الأجهزة الأمنية سربت له مكالمات قائد الجيش، مخالفة بذلك قواعد الأمن القومي، لتستخدمها ورقة ضده، وقد استخدمت بالفعل بعد ذلك كمبرر لمحاكمته، تمهيدا لإبعاده بهدوء عن الساحة الإعلامية”، معربا :” هدف المحاكمة هو تشويه موسى أمام جمهوره، واستغلالها لإبعاده من المشهد، تمهيدا لظهور وجوه إعلامية جديدة؛ لها مصداقية ومهنية وغير محروقة شعبيا”.
من جهته قال مصطفى كامل، السياسي المصري :” تخلي النظام الحالي عن إعلامي مثل أحمد موسى”، مؤكدا أن موسى ما زال يتمتع بشعبية كبيرة، وأن “النظام يستفيد منه في حشد المواطنين وراءه، ونشر معلومات محددة لشريحة كبيرة من الشعب تصدق ما يقوله”، مضيفا :” إحالة أحمد موسى للمحاكمة هي إجراء روتيني غير مؤثر، مشيرا إلى أن الإجراأت القضائية تستغرق وقتا طويلا، وليس معنى أن محاكمة موسى بدأت اليوم؛ أنه سيغلق برنامجه ويجلس في منزله”.
تابع ذات المتحدث :” أتوقع أن تنتهي هذه القضية بالصلح بين الطرفين ويتم حفظها، من خلال تدخل جهات بعينها؛ لأنه رجل مهم من رجال النظام الذين يعتمد عليه بشكل كبير في الإعلام، ولن يضحي به لمجرد خطأ ارتكبه”.
وحول المشكل قال نفس المصدر :” إذاعة مكالمة رئيس الأركان الأسبق سامي عنان “كانت السبب في هذا التحول تجاه موسى؛ لأن عنان كان قائدا للجيش في مرحلة صعبة مرت بها البلاد، وهذا ما جعل الأمر يتحول إلى صراع أجهزة”.
وقام موسى بمهاجمة قرار السيسي في أول ظهور له بسبب قرر العفو حيث قال :” أنا حاسس بأمور مش طبيعية، أمور غير صحية، أمور لن تكون في صالح الشعب والدولة، إحنا بلد الإنسانية فيها زيادة، مينفعش نفرج عن الإخوان، أو نفكر في التصالح معهم، لأن كلهم يرتكبوا الإرهاب إذا أتيحت لهم الفرصة”، متابعا: “مش شايفين رجب طيب أردوغان بيتعامل ازاي مع معارضيه؟”.