بعد التراجع الحاد في شعبيته بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها بلاده، واتخاذه بعض القرارات التي غرزت خنجر العجز في قلوب الفقراء وأصحاب الدخل المتوسط على حد سواء، حاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمحاولة دغدغة مشاعر شعبه واستماتلهم عبر تحيتهم في تارة أو استخدام الدين أو الأخلاق في تارة أخرى، مع تبرير تلك القرارات، مع تسطير تراجعات على مستوى إطلاق سراح دفعات جديدة من المسجونين، وتعديل قانوني تنظيم التظاهر والجمعيات الأهلية.
وانتقد السيسي في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب تصوير إعلامه البلاد على أنها تضيع، في الوقت الذي غلب فيه التصفيق على خطابه بشكل كبير، معترفا بالتراجع الكبير الذي طال شعبيته، وخاتما خطابه بطريقته الكلاسيكية والتي هي ترديد شعار “تحيا مصر” 3 مرات في النهاية”.
وفي بداية الخطاب وصف السيسي الشعب المصري بالعبقري طالبا من الحضور الوقوف من أجل التصفيق على الشعب المصري حيث قال :” تحية واجبة “لشعب مصر العظيم المثابر الواعي، الذي أثبت بلا أدنى شك أنه شعب عبقري، وصانع للحضارة، وقادر على الصمود ومواجهة التحدي”، مضيفا :” اسمحوا لي أن نقدم التحية لشعب مصر” ليدخل الحضور في زوبعة من التصفيق استمر حوالي عشرين ثانية كاملة، ليقول السيسي بعدها :” اسمحوا لي أن أحدثكم باسم مصر، مصر بتشكركم أنكم حافظتم على كرامتها وكبريائها.. كتر خيركم يا مصريين.. شكرا جزيلا”.
وتحدث السيسي عن عدد من الدعوات التي ظهرت من أجل النزول للشارع وإسقاط نظامه الذي فشل في تدبير الملفات الحساسة سواء تعلق الأمر بالضروريات كالمعيشة أو الأمن حيث قال :” للي حصل الشهر اللي فات، واللي قبله.. إحنا بنتكلم عن 30 شهرا.. كلها محاولات علشان الدولة دي ما تكملش”.
ركز السيسي على الجانب الديني والاستمالة الأخلاقية حيث قال :” أطلب من الله أن لا يحوجنا إلى أحد غيره” مضيفا :” السياسات المصرية قائمة على قيم ومبادئ أخلاقية قل وجودها”.
كما قام السيسي بالتركيز على تبرير القرارات التي اتخذها نظامه والتي كان لها وقع مباشر على الوضعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب، حيث عبر الجنرال قائلا :” تخذنا حزمة من الإجراأت الإصلاحية في مجال الاقتصاد تسعى لتحسين المؤشرات الاقتصادية، وتحفيز مناخ الاستثمار، وتهيئة البنية التحتية للدولة؛ كي تكون مركزا اقتصاديا إقليميا، وبما تنعكس آثاره إيجابيا على مستوى معيشة المواطن، وجودة الخدمات المقدمة إليه”، ثم مضيفا :” معاناة المصريين أمر لا يمكن تجاهله أو إغفاله، لذا أتت توجيهاتي للحكومة بضرورة اتخاذ مجموعة من إجراأت الحماية الاجتماعية، بالتوازي مع إجراأت الإصلاح الاقتصادي، بحيث تضمن تخفيف حجم الآثار المجتمعية السلبية التي قد تعاني منها الطبقات الاجتماعية الأكثر تعرضا لمخاطر الإصلاح من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة”.