“إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية ترك الرئيس السوري بشار الأسد النيل من معارضيه، فلن يبقى لها أي طرف يستطيع دعمها في سوريا من أجل محاربة تنظيم الدولة المعروف بداعش”، هكذا تكهنت صحيفة هارتس الإسرائيلية في تقرير جديد لها في حالة سقوط المعارضة في حلب وتمكن نظام الأسد من بسط سيطرته على المدينة.
وقالت الصحيفة في تقريرها أن الرغبات المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب في الإبتعاد عن مشاكل الشرق الأوسط التي تورطت فيها أمريكا بشكل مباشر منذ سنة 2001، يعني تقاسم واشطن الأدوار مع موسكو في قادم المحطات الحاسمة.
وأضافت “هارتس” أن بشار الأسد وبعد أن تمكن من استعادة حوالي 80 بالمائة من مجموع الأراضي بمدينة حلب والتي كانت المعارضة السورية تسيطر عليها حتى الأمس القريب، تجعل النظام السوري الحالي لا يملك أية دوافع من أجل القبول بالهدنة وهو الذي بدأ يحسم المعركة، أو انتهاج أي حل ديبلوماسي، لكنه وفي نهاية الأسبوع قام بإرسال تهديد واضح للمعارضة من أجل حثها على مغادرة المدينة، حيث قال التقرير :” بعض المقاتلين قد قرروا المغادرة فعلا، إلا أن هؤلاء شأنهم شأن آلاف السكان من منطقة حلب؛ ليس لديهم مكان يذهبون إليه، فقد هربوا في البداية إلى الأحياء التي تسيطر عليها المليشيات الكردية، حتى اكتظت ولم تعد قادرة على استيعاب الفارين، ثم بعد ذلك حاولوا اللجوء إلى إدلب، إلا أن القيادة المشتركة للمعارضة السورية في حلب؛ حذرتهم من أن الخروج من المدينة يشكل خطرا كبيرا على حياتهم بسبب القصف العشوائي الذي تقوم به الطائرات الروسية، كما أن إدلب بدورها مكتظة، ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد”.
وشددت الصحيفة العبرية على أنه ورغم جميع المشاكل إلا أن حل البقاء حيا في المناطق يسيطر عليها النظام يبقى خياها بعيدا بل غير متاح بالنسبة للمدنيين، لأن غالبية هذه المناطق سيطرت عليها العصابات والميليشيات الشيعية المقاتلة بجانب نظام بشار الأسد، من العراق وأفغانستان وباكستان حيث قامت هذه الميليشيات بالإستحواذ عدد هائل من المنازل، وبعض الشاحنات التي قامت باستعمالها من أجل نقل المسروقات.
ونقلت الصحيفة تصريح الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أكد بشكل واضح أن المعارضة السورية بقيت حتى الآن بدون أي داعمين دولييه، حيث كان قد صرح قائلا :” واشنطن ليست لها أي نية للمشاركة في المحادثات حول مستقبل حلب، وليست مهتمة بالحل الدبلوماسي في ما يخص سوريا بأكملها؛ لأنه لا فائدة من كل هذه الجهود؛ بما أن الأسد غير مهتم بالحلول السلمية”، كما عبر كيري في لقاء له مع نظيره الروسي لافروف بمدينة هامبورغ الألمانية عن قرب الوصول لحل جديد حول الوضع في حلب.
هذا وأكدت “هارتس” أن ترامب ليس له النية في الحفاظ على السياسة الأمريكية السابقة.