بعد الإنفجار الذي عرفته كتدرائية المرقصية الموجودة بمنطقة العباسية الشعبية وسط العاصمة المصرية القاهرة، والتي راح ضحيتها أكثر من 25 شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء بالإضافة إلى عدد مهم من الإصابات وسط الحضور الذين كانوا يؤدون الصلاة يوم الأحد الخاصة بالأقباط الأرثوذوكس، عادت أصابع الاتهام لتوجه نحو النظام العسكري في مصر، والذي سبق له أن قام بعدة تفجيرات في الوقت السابق من أجل لفت الأنظار نحو “الفتنة الطائفية” بدل الوضع السياسي والاقتصادي الصعب الذي تعيشه في مصر.
وعبر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من متتبعي الشأن السياسي هذا التفجير بكل شدة، بعد سقوط عدد من الضحايا الأبرياء بهذه الدار الخاصة بالعبادة لمسيحيي مصر، معتبرين أن ما جرى لم يكن إلا سيناريو آخر شبيه بتفجير وزارة الداخلية المصرية لكنيسة القديسيين في شهر يناير من سنة 2011، وهو ما ثبث أن الرأس المدبر له لم يكن سوى الحبيب العادلي، وزير داخلية نظام محمد حسني مبارك من أجل صرف الأنظار عن رياح الربيع العربي التي بدأت تجتاح حينها الشارع المصري.
وقال عمرو دراج، وزير التخطيط الدولي السابق على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:” أدين بكل شده تفجير اليوم في الكاتدرائية، وسقوط ضحايا أبرياء بدار عبادة. هل هذا نفس سيناريو تفجير الداخلية كنيسة القديسين في يناير 2011؟”، في حين قال عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق ورئيس حزب مصر القوية :” انفجار العباسية عمل خسيس وخائن ويتسم بالبشاعة والدناءة ولا مرجعية دينية ولا اخلاقية ولاسياسية له؛ إن لم تتوحد صفوفنا فورا سنهلك ويهلك الوطن”.
من جهته قال المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة في نفس السياق :” لا حاجة للتحقيق في تفجير الكاتدرائية، فالمتهم معروف وجاهز دائما (الإخوان) “، في حين علق محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط :” “الرد على تجار الدم والتمييز بين شعبنا يكون بالتضامن مع شهدائنا بالكاتدرائية لن نكون إلا شعبا واحدا بوجه من يقتلنا.. من القديسين لرابعة لليوم”
كما تشارك نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر قيام أهالي المصابين والموتى حول الكاتدرائية بطرف الإعلاميين المؤيدين لنظام الجنرال عبد الفتاح السيسي، ومنهم أحمد موسى الذي يعتبر الناطق الرسمي بإسم أمن الدولة المصري وزميلتيه لميس الحديدي وريهام سعيد، كما قالت بعض المصادر أن الأهالي قاموا بمنع وزير الداخلية ووزير الصحة من الدخول إلى مكان الإنفجار.
وأظهرت الفيديوهات محاولة الاعتداء على الإعلاميين المصريين، الذين اعتبرت الجموع أنهم قدموا من أجل خدمة أجندة سياسية والمتاجرة بدم الناس الذين توفوا، وإعادة تسليط الأضواء على مسألة “الإرهاب” واتهام الحركات الاسلامية بذلك وأن ما حدث يعتبر فتنة طائفية على المصريين الإحتماء بالنظام لإخمادها.