حث وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله على إعادة صنع إسلام ألماني مبني على الليبرالية والتسامح حتى تتمكن ألمانيا من استيعاب العدد الكبير من اللاجئين المسلمين الذي قدموا إلى بلاد المستشارة هروبا من نار الحرب، مضيفا أن وصول مئات الآلاف من اللاجئين يتطلب تطوير علاقة جيدة مع الألمان حتى يتم استيعابهم واستيعاب الطريقة التي يرغبون من خلالها في عيش حياتهم.
وأضاف الوزير الألماني والذي يعتبر من أهم قيادات الحزب الديمقراطي المسيحي أن العدد الكبير من المسلمين الذين يصلون إلى ألمانيا يعد تحديا كبيرا حقيقيا للبنية المجتمعية المنفتحة للمجتمع المحلي على حد قوله، حيث أضاف في مقال له على أحد الصحف الألمانية المحافظة أنه هذه الأعداد المتزايدة، تؤكد مسألة أنه سيتم التعامل مع أشخاص قادمين من دوائر ثقافية مختلفة عن ما اعتاد عليه الألمان.
واعترف الوزير الألماني أن حالات الاعتداء الجنسي التي تم ضبطها والتي تم اتهام مهاجرين به بمدينة كولونيا، والهجمتين الارهابيتين اللتين تم شنها عن طريق مهاجرين تبناهم بعد بذلك تنظيم الدولة المعروف بداعش قد عكر مزاج المزاج العام في ألمانيا، وزاد من التخوف والشك في سلامة قرارات الحكومة حول سياسة استيعاب اللاجئين معلقا :” علينا، في هذا الموقف المتأزم، ألَّا نسمح بظهور جوٍ يشعر فيه الأشخاص المندمجون تماماً في ألمانيا بالاغتراب” مؤكدا أنه ورغم هذه الهجمات المعادية يعتقد بقوة بأن الألمان لازالوا يرددون جملة واحدة للمهاجرين وهي :” أجل، نريدكم أن تشعروا بالإنتماء لنا”.
وكان شويبله قد قال في المؤتمر السنوي عن الاسلام والذي أقيم الثلاثاء الماضي أن الناس من جميع الديانات والمعتقادات هم جزء من ألمانيا، مكررا الرؤية التي تبنتها أنجليا ميركل سنة 2015 في أكثر الأوقات صعودا لحركة بيجيدا المعادية للإسلام.
هذا وكان حوالي مهاجر قد قدموا من بلدان الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا بحثا عن حياة أفضل بألمانيا السنة الماضية، وهو ما زاد من اشتعال التوترات الألمانية وعزز صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف والذي اعتبر أن الديانة الاسلامية لا تتماشى مع الدستور الألماني، وهو ما زاد حدة بقيام مؤيدين لليمين المتطرف بالهجوم على مخيمات اللاجئين خاصة في شرق ألمانيا.
ويعد شويبله البالغ من العمر 74 سنة هو المرشح المنتظر لمنصب مستشار حزب الاتحإد الديمقراطي المسيحي إذا لم تكن أنجيلا ميركل على استعداد لإعادة الترشح بسبب نقص شعبيتها حسب استطلاعات الرأي، حيث كانت أثارت أزمة اللاجئين والمهاجرين ودمجهم بأعداد كبيرة داخل المجتمع الألماني شكوكا كثيرا في إعادة ترشح سيدة ألمانيا الحديدية.
وفقدت ميركل العديد من الدعم، خصوصا من طرف حلفائها البافاريين بسبب انتهاجها سياسية الأبواب المفتوحة في وجه اللاجئين، وهو ما انعكس على نتائج حزبها في الانتخابات الولائية الأخيرة، حيث يطالب حلفاء ميركل بإعادتها للاجئين القادمين إلى البلاد والذين يقدر عددهم بـ 200 ألف لاجئ سنويا.