قامت صحيفة “ريبوبليكا” الايطالية بنشر تقرير تحدثت فيه عن الجوانب غير المعروفة عن تنظيم الدولة المعروف بداعش، وذلك من خلال شهادات مصور خاص للتنظيم، قرر الخروج للعلن وتصوير فيلم وثائقي من أجل الكشف عن ما عاشه حقيقة، وهي شريط وثائقي يحمل اسم “استوديوهات الإرهاب” يهدف من خلال الشاب السوري “زياد” إلى الكشف التي كان يهدف إليها تنظيم الدولة وكيف استغل “مشاهد الرعب” الإعلامية في ذلك.
وقال زياد وهو شاب سوري معارض نظام بشار الأسد أن الهدف من العمل مع تنظيم الدولة “داعش”، كان كونه يعلم جيدا أن التنظيم أشد منه إصرارا على القضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، كما أن العمل مع “داعش” مكنه من تحقيق حلمه والذي هو إنتاج وثائقي يعرض ليشاهده العالم بأسره.
وأضاف المصور السوري أنه قرر الانضمام للقسم الإعلامي التابع لتنظيم الدولة داعش، لأنه شغوف جدا بمهنة التصوير، وهو ما استفزته الطريقة التي يقوم بها الفصيل بتصوير مقاطع للفيديو التي يتم عرضها على شبكة الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن داعش تستخدم تقنيات تصوير متطورة جدا وباهضة الثمن وهو ما يظهر على جودة التصوير العالية والمنظمة، وهو ما ساعده على تعلم العديد من التقنيات المتطورة وكيفية التلاعب بالصورة بعد انضمامه للقسم الإعلامي على حد قوله.
ووصف الشاب السوري المركز الإعلامي التابع لتنظيم الدولة الموجود بالرقة “بالضخم والمجهز بالمعدات المتطورة” حيث يحتوي على جميع أشرطة الفيديو التي تم تصويرها، التي أنتجت في السابق وكذا البث الإذاعي الذي عرضه التنظيم، مضيفا أن هذا المركز يتضمن العديد من المتخصصين في المراجعة واختيار الصور وإعادة تحميلها، يعمون في تناسق تام، يهدف إلى تكوين أشرطة تساعد “داعش في التأثير على المتلقي تحقيقا لأهدافها.
وشدد المصور الشاب على أن العمل في هذا المركز مرهون أساسا بالسرية الكبيرة التي يتطلبها معلقا :” تنظيم الدولة يشارك في معركة إعلامية تكمن أهميتها في إستراتيجيتها التي أراد أن تكون عالمية، وتتجاوز في ذلك الدعاية التي يعمل عليها تنظيم القاعدة” مضيفا أنه شارك في الهجوم الذي تم شنه على الفرقة 17 للنظام السوري معلقا :”تنظيم الدولة يعتمد في الكثير من الأحيان على آلات التصوير في معركته، وهذه الأسلحة لا تقل أهمية عن تلك التي يستعملها الجنود في ساحات المعركة،هذه المهنة تتطلب الكثير من الشجاعة والاقتدار، تماما مثل المقاتل والجندي”.
وحول تركه للتنظيم، قال زياد أنه لم يعد قادرا على مشاهد القتل التي تتم ويقوم هو بتصويرها، وهو الأمر انعكس بشكل كبير عل نفسيته، رغم أنه الجميع اعتاد هذه المشاهد التي أضحت مألوفة في سوريا وتعاد في كل لحظة، حتى أن بعض السوريين أصبحوا لا يحسون بشيء ولكل يفرحون إذا ما تم قتل أحد أحد جنود نظام الرئيس السوري بشار الأسد.