خلال مقابلة صحفية مع فريد زكرياء، مذيع قناة سي إن إن الأمريكية، تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن حكاياته المرة مع العنصرية، خلال الفترة التي كان فيها رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في تقرير لموقع هافنغتون بوست الأمريكي.
وأشار أوباما خلال حديثه لدونالد ترامب، الذي كان يعتبر أن أوباما ليس أمريكيا لأنه لم يولد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما كان ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي القادم من الحزب الجمهوري قد تحدث عنه واعتذر بعد أن أثبتت الوثائق أن أوباما صاحب الأصل الإفريقي هو مولود بالولايات المتحدة الأمريكية حيث قال :” هل مرّ بي أناس شغلهم الشاغل مظهري الأجنبي وكوني “الآخر”؟ أتباع وأنصار حركة المشككين في أمريكيّتي وشهادة ميلادي، أليس دافعهم هو التحامل العنصري؟ قطعاً بلى”.
وبعد الحوار تحدث الإعلامي فريد زكرياء الذي قام بإجراء الحوار مع أوباما عن هذا الموضوع في روايته لبعض مقاطع هذا التقرير القادم من قناة ” سي إن إن”، حيث قال : ” الأميركي المنتهية ولايته لا يرى العنصرية في تيار معارضته العام، بل يراها على أطراف تلك المعارضة”، حيث قال أوباما لزكرياء :” أجد سبباً لاختلاف تعامل بيض الولايات الشمالية عن بيض جنوبها مع مسألة رئاستي”.
هذا وكانت مسألة العرق أحد أهم المسائل التي لاحقت الرئيس الأمريكي القادم من أصل إفريقي، طيلة ولايتيه الرئاسيتين، وذلك منذ أن بدأ أوباما بالرد على حوادث إطلاق النار التي شاعت ضد المواطنين السود من طرف الشرطة الأمريكية والتي كانت أشعلت نار الإحتجاجات في أكثر من مرة وطرحت أسئلة حارقة حول المعتقدات العنصرية للشرطة الأمريكية، وصولا إلى بعض المزاعم البعيدة عن الصحة التي تناولت جنسيته وأصله، خصوصا من طرف أنصار دونالد ترامب، الذي لعبوا بشكل كبير وواسع على توجيه أصابع الاتهام والتشكيك تجاه أوباما، خلال الحملة الانتخابية التي كانت بين الحزب الجمهوري الممثل بترامب، والحزب الديمقراطي الممثل بهيلاري كلينتون.
هذا وكان ديفيد أكسلرود المستشار الرفيع السابق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما قد ظهر في برنامج تلفزي تحدث فيه عن التيار العنصري الخفي والذي عكر حسب المتحدث صفو الفترة الرئاسية لأوباما طيلة الولايتين، حيث قال :” لا شك أن المعارضة اتسمت بالشراسة وقلة الاحترام له بسبب عامل العرق”.
هذا وكانت قناة سي إن إن قد عرضت برنامجها الخاص حول الفترة الرئاسية لباراك أوباما في وقت الذروة والذي حمل عنوان “إرث باراك أوباما”، وتناول البرنامج طيلة ساعتين مسألة الطريقة التي قام فيها أوباما بتسيير البلاد، وأيضا الطريقة التي ستعمل من خلالها إدارة دونالد ترامب على تفكيك الإرث الذي تركه سلفه الديمقراطي.
وكان انتخاب أوباما سنة 2008 قد شكل حدثا مميزا بعد وصول أول رئيس ملون للبيت الأبيض وهو ما اعتبر آنذاك انجاز قامت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتحدي ملفاتها العنصرية التي يظهر أنها لم تختفي بعد.