من بداية الاستقلال ونحن شعب مغیب لا یكاد یرى الواقع بعینیه فإذا فتح التلفاز سمع كلاما وأخبار مطمئنة للغایة ھذا بالطبع على القنوات الحكومیة أما قنوات المعارضة والقنوات الفضائیة فترى فیھا كل ما لا یعجبك وكل ما لا یسرك ستجد ما یجعلك تشعر فعلا بالقھر فكیف تجد ھذا التناقض بین الشاشتین الشاشة الحكومیة والشاشة الفضائیة الحرة أو شاشة المعارضة ولكن بعد ثورة الانترنت أصبح من السهل جدا أن تستوعب كل ھذه التناقضات كل ھذا نقبله لا مشكلة فنحن مھما كنا شعب مغيب یعنى لو غابت عنا بعض الأحداث لا مشكلة فمصادرنا محدودة جدا ولا نكاد نعرف معلومة صحیحة .
المؤامرة التي تعرض لها الشعب سيتم كشف أبعادها سواء عاجلاً أم آجلاً فالتاريخ لا يرحم وإن ظلت تفاصيل المؤامرات الكبرى حبيسة الأدراج إلا أن الله قادر على إظهار الحق ووأد الباطل رغم أن أبناء الشعب المغيبين ممن يناشدون ويواصلون مطالبتهم بترشيح عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة الجمهورية نجدهم لا يدركون قيمة الحرية وأنها ثمرة الوعي السياسي ولكن قيمتها في إدراك الفرد لقيمة وطنه الذي يعيش على أرضه وقيمته شخصياً ومن هنا كان إلغاء قيمة الحرية وكرامة الفرد من قاموس البسطاء مقابل الأمن والغذاء وهو الوتر الذي عزف عليه رموز الدولة العميقة ليصلوا بالبسطاء بالكفر بالديمقراطية ومفهوم تداول السلطة .رغم أن فئة من الشعب لا يخفى عليها اليوم الفساد المتفشي في نظام الحركي فقد ظهر الأمر للعلن وأصبح جلياً لا يمكن إنكاره أو المدافعة عنه إلا أن قانون الدولة يضمن هذا الفساد ويضمن للحركي أن يكون فوق القانون فالمسؤول في البلاد هو صاحب السلطة بل هو القانون نفسه هو الذي يقرر ويأمر وينهى وليس لأحد الإعتراض ومن يعترض فإن مصيره السجن ولا يوجد قانون لعزل المسؤول معاذ الله فالمسؤول لا يخطئ أبداً مهما تغير شخصه يبقى القائد العظيم ذو الرؤية الواضحة والقرارات السليمة التي لا يشوبها خطأ وقد عمل الحركي على ترسيخ سلطتهم وضمان ولاء الشعب لهم عن طريق الإعلام والتعليم ورجال الدين فالإعلام في بلادنا هو عبارة عن أداة في يد الحركي يعمل من خلاله على نشر كل ما فيه مدح لما يقوم به أصحاب السلطة.
يسعى النظام لخلق شعب مغيب ثقافيا وسياسيا وبعيدا عن توجهات العالم بأكمله وهذه سياسة استعمارية معروفة تحاول أن تعمق التخلف والجهل بالشعب لسهولة احتلاله واستعماره وسرقة خيراته ومن هنا يتعرض المعارضون إلى مضايقات ومعوقات تحجم عنهم آراءهم وأقلامهم وربما يتعرضون لاعتقالات وقتل في بعض الأحيان.