مند أن طل علينا كلب الجنرالات تبون بوجه الخبيث أصبحت حوادث الانتحار تشغل بال المواطنين في بينما تواجه البلاد أزمة سياسية واقتصادية خانقة فاقمها تقاعس الحكومة وتبذيرها للمال العام وثروة البلاد على قضايا خاسرة لن تعود علينا إلا بالدمار والخراب وعشرية سوداء على الأبواب.
وبعد أن انتشرت أخبار عن عشرات حلات الانتحار في أسبوع بولاية باتنة لوحدها كشفت مصادرنا أن رجال الحماية المدنية أحبطوا هذا الأسبوع محاولة انتحار في ولاية الجلفة وقالت مصادرنا إن الشاب الذي حاول الانتحار أربعيني وقد هدد بإضرام النار في جسده قبل أن تتدخل قوات الحماية المدنية وتسيطر عليه اللافت أن معدلات الانتحار في الجزائر التي احتلت المركز الأول في ترتيب الدول العربية والافريقية وفقا للتقرير الذي أعدته منظمة الصحة العالمية في 2023 “لا يزال في ارتفاع” وفق الباحث في علم الاجتماع راتبي محمد أمين وفي اتصال مع موقعنا كشف محمد أمين أن الأرقام التي يتم تداولها عن الانتحار قد تصدم كثيرين إذا تمت إضافة “ضحايا الهجرة غير الشرعية عبر البحر” والتي يعتبرها “انتحارا مُقنّنا” وفق تعبيره فوزارة الصحة دقت ناقوس الخطر قبل نحو عامين بإعلانها أن الجزائر تحصي سنويا من 5000 إلى 10000 حالة انتحار وهو ما يجعل من الظاهرة “أخطر من وباء كورونا” الذي مر ببلادنا وفق طبيب الصحة النفسية بمستشفى سطيف الجامعي عمار بن حليمة حيث قال في حديث لموقعنا إنه بالرغم من أن وباء كورونا حصد الكثير من الأرواح بالجزائر على غرار كثير من الدول إلا أن مصيره كان الزوال بزوال أسبابه أو بتعميم التطعيم “بينما أسباب الانتحار لا تزال قائمة وبالتالي فالظاهرة أخطر من أي وباء فتاك فالفساد والجهل والفقر وتلاعب الجنرالات بمصير الشعب الجزائري وحياته هذا هو الفيروس الحقيقي وهو الورم الذي يجب استئصاله مباشرة من قصر المرادية قبل أن يباد الشعب الجزائري عن بكرة أبيه.