ليتنِي كنت مكانك يا هالة … ليتنِي
كانت هالة مراعية جدا لمشاعري و تجنبت أن تقول أي كلمة قد تذكرني بالماضي ..
و لكنها لم تعلم أني لم أنس و لو لحظة
قررت أن أزورها كل يوم حتى أساعدها في اللمسات النهائية للزفاف، يكفيني أن أراها سعيدة حتى تتلاشى همومي
.. و من الأفضلأن أنشغل بأي شيء حتى لا أقع في دوامة التفكير طوال الوقت
خصوصا أنها الاجازة و لا شيء لأفعله طوال اليوم …
كانت زهرتي الحلوة في أوج سعادتها ليلة الزفاف ، و كان هو أسعد بكثير .. كانا يتبادلان نظرات حب نقي ينمو
و يزدهر كللحظة و أنا كنت أنظر من بعيد و أبتسم .. ثم انتشلني هو وسط هذه الفرحة …
انتشلتني ذكراه المؤلمة ..تذكرت حفل زفاف ابنة عمتي من صديق أيمن ..
كنت أحدثه على الهاتف و كنا مندهشين كم أن العالم صغير .. ابنة عمتي أنا ستتزوج صديقه هوَ
أنا سعيد جدا بهذه المفاجأة
– حقا ؟ لم أكن أعرف أنك تحب حفلات الزفاف
أنا لا أحبها يا ذكية .. سعيد فقط لأني سأراك
– أنا أيضا
و من يعلم قد ألتقي والدك و أكلمه
– تكلمه ؟ عن ماذا ..
عنا طبعا
– لا إياك .. اتفقنا ألا تكلم والدي قبل نهاية السنة الدراسية ..
سيظن والدي أنك شغلتني عن الدراسة
ألم أشغلك عنها ؟
– طبعا لا .. دراستي أهم شيء في حياتي
أهم مني ؟
– توقف …
هيا أجيبي ..
– أيمن من فضلك توقف .. و لا تكلم والدي مطلقا
حسنا .. حسنا .. لن أخبره بشيء لكن لا مانع من أن أكلمه طبعا
– طيب .. شيء آخر أرجوك ارتدي بذلة جميلة ..
ما الذي تقصدينه ؟
– لا .. لا أقصد شيء .. فقط انها مناسبة رسمية و يجب أن ترتدي بذلة .. أعلم أنك لا تحب البذل لكن ..
نعم فهمت .. أتخشين ألا أعجب والدك ؟ ألا أناسب مستواكم ؟
– لا لا لم أقصد ذلك ..
معك حق .. كنت مخطئا جدا يوم ظننت أن فتاة راقية مثلك ستناسب شابا بسيطا مثلي
– أيمن .. لم أقصد .. أيمن .. أيمن
و أقفل الهاتف .. كان يستطيع دوما و بسهولة أن يوجعني بشدة كما كان بكلمة واحدة فقط يجعلني الأسعد في العالم ..
و لم يحضر الى الزفاف حتى اقترب أن ينتهي و كدنا نرحل جميعا .. و لشدة عناده لم يرتد بذلة
و لم يكلم والدي طبعا ، بل ظل طوال الوقت مع سهى .. كان يعلم أني مجنونة بالغيرة .. و لم يبالي
… لم يبالي .. بقيت أنظر إليه بغضب حتى همست أمي في أذني ابتسمي قليلا .. سيظن الناس أنك تغارين
– أغير ؟ ماذا …
نعم .. سيظنون أنك تغارين لأن ابنة عمتك تزوجتك قبلك ..
– أمي .. أرجوك .. حاضر ..
أمي سأذهب لأسأل ياسر عن هالة
طيب حبيبتي .. اذهبي
– أهلا ياسر .. أرجوك أنا ابحث عن هالة
إنها هناك مع أحمد .. لا بد أنهما يهتمان بكل تفاصيل الزفاف …
فكما تعلمين زفافهما بعد سنة تقريبا
– آه طبعا ..
ماذا عنك ؟
– ماذا عني ؟؟
ألن نفرح بك عما قريب ؟