قد يُربككِ سماع بكاء الطفل المتواصل، الذي يُصعّب عليه النوم ليلاً، خاصةً إذا كان طفلك يُعاني من المغص، وهو أمرٌ قد يكون مزعجاً، ويصعب تهدئته، فقد يكون المغص حالة شائعة لدى الرضع، تتميز بالبكاء المفرط دون سبب واضح.
ويُصاب الأطفال بالمغص عادةً بين عمر أسبوعين وأربعة أشهر، كما يُصاب الأطفال بهذا البكاء غالباً في نفس الوقت كل يوم، وخاصة في فترة ما بعد الظهر أو المساء، ويمكن أن يستمر لعدة ساعات.
عادةً ما يبدو الأطفال المصابون بالمغص مضطربين؛ حيث يقومون بقبضات أيديهم، أو تقوّس ظهورهم، أو رفع أرجلهم باتجاه بطونهم، وقد يزيد هذا الانزعاج من انزعاج الأطفال، ويصعّب عليهم النوم بعمق، وغالباً ما يشعر الآباء بالإرهاق عندما لا يتوقف بكاء أطفالهم، رغم تجربة أساليب مختلفة
متنوعة.
حمل الطفل واحتضانه
حمل طفلك واحتضانه يقلل شعوره بالمغص-
تُعد إحدى الطرق للتعامل مع المغص عند الأطفال، هي حملهم واحتضانهم، وذلك لأن اللمسة الجسدية من الوالدين يمكن أن توفر شعوراً بالأمان والراحة والهدوء للأطفال.
كما يمكن أن يساعد التلامس الجلدي أيضاً على تقليل التوتر لدى الأطفال وتنظيم معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
ونظراً لأن المغص يحدث غالباً بسبب الغازات أو الانتفاخ عند الأطفال، فإن احتضانهم يمكن أن يكون له تأثير في تقليل هذا الانزعاج. إليكِ مجموعة نصائح للتعامل مع طفلك أثناء الإصابة بالمغص ، لكن عليكِ الانتباه إلى أن حمل الطفل المصاب بالمغص على ظهره أقل فعالية في تخفيف الغازات. لذا، حاولي حمله ووجهه لأسفل وإليكِ الطريقة.
ضعي بطن الطفل على ساعدك.
يكون رأس الطفل بالقرب من كوعك أو ذراعك العلوي، ويكون وجه الطفل مواجهاً للجانب.
استخدمي يديك لدعم جسم الطفل من الأسفل، فقد تضع هذه الطريقة ضغطاً لطيفاً على بطن الطفل ،مما قد يساعد على إخراج الغازات وتقليل الانزعاج.
استخدام الضوضاء البيضاء
يمكن أن يكون استخدام الضوضاء البيضاء طريقة فعالة لجعل الأطفال ينامون، وخاصة أولئك الذين يعانون من المغص.
يمكن للضوضاء البيضاء أن تُحاكي أجواء الرحم، المليئة بالأصوات الخلفية مثل ضربات القلب وتدفق الدم، مما يجعل الطفل يشعر بالأمان والراحة.
وبدلاً من ذلك، يمكنك إنشاء هذا الصوت عن طريق تشغيل المروحة، أو تشغيل المياه الجارية، أو استخدام الراديو أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
والأهم من ذلك، اختاري صوتاً ثابتاً ومنخفض الشدة؛ حتى يشعر الطفل بالاسترخاء وليس بالانزعاج.
الاستحمام بالماء الدافئ
استحمام طفلك بالماء الدافئ يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر، وجعل طفلك يشعر بمزيد من الراحة، ويمكن لدرجة حرارة الماء الدافئ أن تساعد في تهدئة عضلات الطفل المتوترة وتقليل الانزعاج الناتج عن الغازات في المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استحمام طفلكِ الصغير بالماء الدافئ، يمكن أن يكون لحظة استرخاء تقرّب الطفل من والديه من خلال اللمس والاهتمام، ويجب التأكد من أن درجة حرارة الماء المستخدمة ليست مرتفعة جداً، أي حوالي 36-37 درجة مئوية.
افركي ظهر الطفل بلطف
فرك ظهر طفلك بلطف قد يساعد في تهدئة البكاء والانزعاج الناتج عن المغص؛ حيث تعمل الحركات اللطيفة على الظهر على تحفيز التهدئة، وتساعد على تخفيف توتر العضلات والقلق لدى الأطفال. أثناء التدليك، يمكنك أيضاً حمل طفلك بطريقة مستقيمة؛ لتسهيل إخراج الغازات من معدته.
تقميط الطفل
يوفر التقميط إحساساً بوجود الطفل في الرحم-
تعتبر عملية تقميط الطفل طريقة تقليدية، لا تزال تستخدم في كثير من الأحيان لتهدئة الطفل الذي يبكي، أو يعاني من صعوبة في النوم.
بالنسبة للأطفال، يمكن أن يوفر التقميط إحساساً مثل وجودهم في الرحم، لذلك يشعرون بمزيد من الراحة.
يساعد التقميط أيضاً على تقليل رد الفعل المفاجئ، الذي غالباً ما يوقظ الأطفال أثناء النوم.
وفي المقابل، يعد من المهم لفّ الطفل بالطريقة الصحيحة، أي بإحكام كافٍ؛ بحيث لا يتمكن الطفل من تحريك ذراعيه وساقيه بحرية، ولكن ليس بإحكام شديد حتى لا يتعارض مع التنفس ونمو الورك.
أعطي الطفل اللهاية
الطريقة التالية لتهدئة الطفل الذي يعاني من المغص، هي إعطاؤه اللهاية؛ فإن حركة المص باستخدام اللهاية يمكن أن يكون لها تأثير مهدئ طبيعي على الأطفال، حتى لو لم يكونوا جائعين، كما يساعد المص على تنظيم إيقاع التنفس، ويمنح شعوراً بالراحة، على غرار الرضاعة الطبيعية.
هزّ الطفل
أثناء وجوده في الرحم، يعتاد الطفل على الكثير من الحركة، وعندما تمشي الأم أو تتحرك؛ فإنها توفر حركة لطيفة بعد الولادة، يمكن أن يساعد في تهدئة طفلك وجعله يشعر وكأنه يعود إلى محيطه المألوف.
لذا، حاولي وضع طفلك في أرجوحة، أو حمله أثناء الجلوس على كرسي هزاز، أو وضعه في مقعد أطفال يهتز بشكل خفيف كطريقة للتعامل مع المغص.
كمية الطعام التي تتناولينها
إذا كنتِ تقومين بالرضاعة الطبيعية، فمن المهم الانتباه إلى الأطعمة والمشروبات التي تقومين بتناولها؛ لأن كل شيء يمكن أن يؤثر على حالة طفلك.
يمكن لبعض المواد الموجودة في طعام الأم أن تنتقل إلى حليب الثدي، وقد تسبب مشاكل هضمية عند الأطفال، مما يجعل من الصعب إرضاؤهم خاصة في الليل.
يُفضّل تجنّب الكافيين والشوكولاتة؛ إذ قد يُزيدان من الطاقة أو يُنشّطان الجسم. كذلك، انتبهي إلى استهلاك منتجات الألبان والمكسرات، فقد تُسبّب الحساسية لدى بعض الأطفال.
إذا كنتِ تتناولين أي أدوية، استشيري طبيبك للتأكد من أن أياً من مكونات الدواء لا يمكن أن يسبب المغص عند طفلك.
انتبهي إلى الحليب الصناعي
الطريقة التالية للتعامل مع المغص عند الرضع هي الاهتمام بإعطاء الطفل الحليب الصناعي.
إذا كنتِ تقومين بإطعام طفلك حليباً صناعياً، يجب أن تعلمي أن بعض الأطفال قد يكونون حساسين لأنواع معينة من البروتينات الموجودة في الحليب الصناعي؛ لذا حاولي تغيير ماركات الحليب الصناعي، خاصة إذا كان طفلك يعاني من علامات المغص بعد الرضاعة.
إعطاء الحليب بكميات صغيرة، ولكن بشكل متكرر يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف العبء على عملية الهضم لدى الطفل.
تجنبي إعطاء كمية كبيرة من الحليب أو بسرعة كبيرة. ويُفضل أن تستغرق جلسة الرضاعة بالزجاجة حوالي ٢٠ دقيقة.
إذا كان طفلك يشرب بسرعة كبيرة، فمن الأفضل استخدام حلمة ذات فتحة أصغر لإبطاء تدفق الحليب.
يمكنك أيضاً تجربة تدفئة الحليب الصناعي وإرضاع طفلك عن طريق حمله بطريقة مستقيمة؛ لتقليل خطر الغازات وعدم الراحة.
لا تترددي في استشارة الطبيب؛ إذا أصبح طفلك صعب الإرضاء بشكل متزايد بعد تجربة الطرق المذكورة السابقة، أو إذا ظهرت أعراض أخرى مثيرة للقلق.