تصبب العرق من وجهي و انتابني رعب شديد .. ” هل .. هل سمـ..ع … هل سمعني زوجي ؟ ”
” لا أعلم .. لكنني سمعتك منذ أن دخلت الغرفة ”
” طيب .. شكرا ”
” هل تشعرين أنك أفضل سيدتي ؟ ”
… ” نعم .. الحمد لله ..”
” هاهو السيد قد أتى .. لقد استيقظت ”
” سلمى حبيبتي .. هل أنت بخير ؟ ”
” نعم .. الحمد لله ”
” تفضلي هاهو الدواء ..خذيه و ستصبحين أفضل .. ”
” شكرا ياسر .. عذرا أتعبتك ”
” تعبك راحة يا روحي .. للحظة نسيت أني طبيب و ذهبت لأبحث لك عن طبيب، تصوري .. كم أكون غبيا أحيانا ”
ابتسمت و أنا سعيدة لأن ياسر لم يسمعني .. آه يا الله ارزقني نسيانه و املأ قلبي بحب زوجي ..
ظللت راقدة على الفراش ليومين، و ياسر لا يفارقني سوى ليحضر لي الأكل و الدواء أو ليصلي ..
و طوال الوقت يمسك يدي و يقبلها و يدعو الله ..
ترى أي حسنة قمت بها في حياتي كي يرزقني الله شخصا مثله
و أي ذنب قام به هو كي أكون له بعد أن امتلأ قلبي ألما و عذابا …
رن الهاتف .. و كانت هالة المتصلة ..
” أهلا بأختي الغالية .. اشتقت لك بشدة ”
و كذلك اشتقنا لك يا هالة
نعم .. نعم .. نحن بخير …
هالة نائمة الآن .. سأبلغها سلامك
هالة شكرا جدا .. لأنك حضرتِ … عنى ذلك الكثير لسلمى
فتحت عيني و نظرت إليه .. قبّل رأسي و أخبرني أن هالة اتصلت و سلمت علي، كنت أرغب في مكالمتها لكن لم أكن ارغب في أن يعرفوا أني مريضة
و أن ياسر المسكين يعمل كممرض في شهر العسل
” سلمى حبيبتي ..أصبحت أفضل ؟ ”
” نعم .. بخير .. أرغب في أخد حمام دافئ ”
” فكرة جيدة .. و بعدها نعود إلى البيت حتى ترتاحي ”
“لا ، لا، أنا لم أر من هذه المدينة سوى سقف هذه الغرفة .. لقد شفيت”
” طيب يا حلوتي .. سنبقى ”
أخذت الحمام ثم توضئت و صليت و دعوت الله طويلا.. طويلا أن يأخذ أيمن من قلبي، أن ينتشله نهائيا و يمحيه من ذاكرتي .. و أن يجعل قلبي و روحي و حياتي كلها لهذا الشخص الذي وهبني كل شيء ..