التعديلات الوزارية الأخيرة تعتبر ضحكاً على الذقون ولم تأت بجديد وكانت مجرد ترقيع يؤكد إصرار النظام على الاستمرار في سياسة التخبط والفشل التي أدمنها منذ وقت طويل كما تؤكد إصراره على السير بالبلاد من سيئ إلى أسوأ وأنه لا يهتم إلا بمصالحه ومصالح أفراده الضيقة فماذا سيستفيد الشعب من وزارات ليس على قائمة أولوياتها معالجة الأزمة الاقتصادية وتصحيح العلاقات الخارجية وتحقيق العدالة الاجتماعية وكفالة الحقوق والحريات.
غالبية الوزراء الجدد بالإضافة إلى أنهم غير مؤهلين لتحمل مسئولية الوزارات التي تولوها فإنهم مجهولون للشعب ولم يسمع أحد بأسمائهم من قبل و ما يجرى لعبة جديدة لإلهاء الناس وامتصاص غضب الشارع وخداع الشعب رغم أن مطالب الشعب واضحة ومحددة وهى المطالبة برحيل النظام الغير قادر على التعامل مع مشكلات البلاد واستبداله بنظام ديمقراطي جديد فهذه الحكومة هي التي ستدير عملية الانتخابات الرئاسية المقبلة وستكون مهمتها الأساسية التمهيد لتزويرها بعد أن ثبت للنظام من خلال الإضرابات بجميع القطاعات أن الشعب يريد تغيير النظام وأن الشعب لم يشغل باله بهذه اللعبة وحكم على هذه الحكومة بالفشل منذ إعلان تشكيلها وذلك لأنه في حاجة إلى حكومة قومية انتقالية تضم كفاءات وخبرات وطنية تعمل على إنتشال البلاد من جملة الانهيارات التي تعانى منها حالياً. فما يجري داخل أروقـة حكومة يذكرني بحالة الفراغ التي تنتاب الكثيـر من الأندية الرياضية عقب تعرض فريق الكرة إلى هزيمة حيث يحاول مجلس إدارة النادي المعني امتصاص غضب وثـورة أنصار الفريق بإقالة المدرب أو الجهاز الفني بكامله وتسمية جهاز فني جديد فموازنة الدولة للعام 2018 تعرضت لذات الحالة من الفراغ خاصة بعد الارتفاع الجنوني وغيـر المبـرر لأسعار السلع الضرورية والتي تمثل من وجهة نظري هزيمة كبيـرة للحكومة التي طرحت شعار الاهتمام بمعيشة الناس فكانت تداعيات الموازنة الجديدة خصماً على معاش الناس قبـل أن تخصم من رصيد الحكومة وبرامجها وتفـاعل المواطنين معها .
إن تغيير الوزراء ببلادنا مثل تغيير الحفاضات للأطفال فمجرد أن يسمع صراخ الطفل جميع المسؤولين عن الطفل يسرعون لتغيير حفاضاته ظننا منهم أن هذا هو الحل رغم أن الطفل يعاني من الجوع فما علاقة الحفاضات بالجوع.