على هامش تدشين مسجد التقوى بعين ترك من طرف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى، الذي أكد على أنه يجب أن يخدم المسجد المجتمع ويتفتح عليه مضيفا فيما يتعلق بالمدارس القرآنية أنها يمكن أن تصلح أيضا كقاعات للمطالعة أو أقسام دراسية للمترشحين في امتحانات مختلف الأطوار التعليمية وكذلك لتقديم دروس في محو الأمية .
وأكد الوزير خلال زيارة العمل والتفقد بالولاية أن المكتبات الموجودة داخل المساجد يمكن لها كذلك أن تتضمن كتبا تعليمية أخرى لتقديم المساعدة الى التلاميذ المتمدرسين.
بتأكيد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى يوم الجمعة بالبويرة على أن المسجد هو مؤسسة يجب أن تتفتح على المجتمع و أن تخدم كثيرا المواطن الجزائري يكون قد قدم رؤية مغايرة للأدوار التي يمكن أن تلعبها المساجد إلى جانب الدور الديني التعبدي، هناك أدوار تربوية و علمية و ثقافية يمكن أن تنهض بها مساجدنا.
في الحقيقة الاهتمام بالمساجد و أهميتها في التأطير الديني يمكن من التصدي للتعصب الديني و التطرف الديني بآليات دينية قبل استدعاء المقاربة الأمنية، فكلما استطاعت الدولة أن تنهج سياسة محكمة للتأطير الديني تتجنب ويلات الإرهاب و التطرف الذي يهدد السلم الوطني و الدولي، فإذا كان بمقدور مساجدنا احتواء الدين و تأطيره وفق منظور معتدل يتخذ الدين كآلية للتعبد و التعايش و التسامح يكون بمقدورها ـ أي المساجد ـ أن تلعب أدوارا جد مهمة إذا نهجب الدولة سياسة محكمة تستدعي ملأ الفراغات التي يستغلها تجار الدين و دعاة التطرف و الفتنة و التعصب ، فإنه بإمكان الدولة التصدي بشكل استباقي لكل أشكال استغلال الدين لأعمال إرهابية و تخريبية يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء باسم الدين.
فمن المفترض أن تلعب وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف أدوارا جد مهمة في تأطير الدين من خلال المساجد و البرامج التي بإمكانها احتضان أطفالنا و شبابنا و شيوخنا و نسائنا، برامج تشتغل عليها الوزارة في مقاربات دينية و اجتماعية تملأ الفراغ الذي يستغله دعاة التطرف و التعصب و الإرهاب.
فالمقاربة الأمنية أثبتت عدم نجاعتها في كل الدول التي يهددها الإرهاب، فاليوم وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف يجب أن تفتح نقاشا عموميا يشارك فيه السياسيون و الحقوقيون و المثقفون و الإعلاميون و المجتمع المدني و رجال الدين و رجال الأمن من أجل نقاش وطني حقيقي لطرح أسئلة تجيب عن الواقع الديني في بلادنا.