الشيكور / “بار الشيكور” وهران : …أجابني وهو يدفعني في صدري “إذهب يا عبد أسياده أنت من يجب عليه أن يفيق من الذل وهؤلاء الجبناء معك” هنا حاولت حورية التدخل والكلام معه فإذا به يصفعها صفعة شديدة أطاحت بها إلى الأرض وحمل قنينة الخمر يريد أن يكسرها على رأسها وهو يسب في شرفها وشرف الجزائريات غلى الدم في رأسي ولم أشعر إلا ومسدس العجوز في يدي وأنا أوجهه إلى رأس الأستاذ الذي كان مثقفا سابقا وأطلقت النار مع سبق الإصرار والترصد استقرت الرصاصة في منتصف جبهة الرجل الذي جحظت عيناه قبل أن يسقط على مائدة القمار وفجأة سكت الجميع وعم الصمت المكان إلا أن قطع حبل الصمت أحد رجالي المقربين وهو يقول لي بسرعة إعطني المسدس حتى أضع بصماتي عليه وأقول بأني أنا من قتلت هذا الوغد هيا أسرع يا زعيم…
لأجل هذه المواقف كنت أطعم الأفواه الجياع وأكسي الأجساد العارية نظرت إليه بامتنان وأنا أحاول أن أعطيه مسدس إذا بيد تمتد فجأة بسرعة وتخطف المسدس من يدي وصاحب الصوت يقول لا فائدة من الإنكار لقد رأيت كل شيء وشهدت على هذه الجريمة معكم الضابط نبيل من ولاية وهران ذهلت من هول المفاجأة لم أعرف ماذا أقول وماذا أصنع هل أعرض عليه رشوة من المال أم أقوم بتصفيته هو الأخر وضع الأصفاد بيدي ورجالي يحاولون منعه وفجأة ظهر أربعة أشخاص ببدل سوداء ملامحهم صارمة يفرقون الجمع ويظهرون بطاقاتهم الأمنية للحضور تسائلت في نفسي هل أنا أملك بار للخمارين أم عندي مركز للشرطة السريين لاحظت حورية وهي تتجشأ من جديد في ركن البار وهي كالمجنونة لا تعلم ماذا تفعل نظرت إلى مساعدي وقلت له بصوت مسموع ليستمر العمل كما هو لا يتوقف شيء ولا يغلق محل من المحلات ولتذهب حورية إلى المستشفى في الحال دخلت مع رجال الشرطة إلى سيارتهم الخاصة ولاحظت أن معاملتهم معي كانت مغايرة تماما لما كانت عليه في الماضي وبما أسمع عنه حاليا فقد عرض علي الشرطي سيجارة من السجائر الفاخرة وقال لي لا تقلق مجرد إجراءات روتينية سنأخذها معك قبل أن نقوم بترحيلك إلى النيابة العامة لم أعتد أن أثق في أقرب المقربين لي فما بالك برجال الشرطة أعترضت عن السيجارة وقلت لهم ساخرا من الموقف أنا لا أدخن السيجارة وإن كان ولا بد فلا أمانع من بعض الكوكايين ظننت أنهم سينهالون علي باللكم والركل أو على الأقل بالسب والشتم كما هو متداول بينهم إلا أنهم ضحكوا وقال لي أكبرهم رتبة ستحصل على الكوكايين وعلى ما هو أغلى من الكوكايين إصبر على رزقك فقط أصابتني هذه المعاملة الغير المألوفة تماما من هؤلاء أبناء العاهرات وهذه الأجوبة الملغومة بالدوار وبدأت أفكر في هذه الأحداث الأخيرة وكساد تجارة المخدرات والنحس الذي يطاردني منذ عملية العجوز الثري كأن أمواله حرام وأنا أعلم أنها حرام في حرام وفي الأخير مرض حورية هذا الذي بدأ يزعجني فهي تتهرب من الرائحة النفاذة وتتجشأ لهذه الأسباب بدأت أخاف من أن أفقدها حينها سأحرق المدينة عن بكرة أبيها ولن يكفي هذا…
وصلنا يا رفاق هيا إنزل وصلنا فعلا إلى مركز الشرطة أذكر كم من مرة دخلت هذا المركز سالما معافى وخرجت منه مكسور اليدين أو بجسد مليء بالحروق والكدمات فقلت في نفسي لأرى وجهكم الحقيقي الأن يا عصابة الشر دخلت إلى زنزانة نظيفة بها أربع أسرة مريحة المنظر والإستعمال يوجد بها شخصان أنيقان في الزنزانة تبدو عليهم أثار الثراء والنعمة تعجبت من هذه المتناقضات التي أراها في بلاد ميكي تجد في نفس السجن زنزانة تأبى حتى كلاب الشوارع أن تنام فيها وزنزانة أخرى خمسة نجوم أجمل بكثير من البيت الذي ولدت فيه ألقيت التحية على الشخصين فرداها علي بلا مبالاة وإستمرا في الحديث الشخص الأول إبن الحرام القاضي أعطاني سنتان ونصف مدة حبسي وأجابه الأخر أما أنا فأعطاني خمس سنوات كاملة ماذا أقول ثم بدأ يضحكان بجنون والأخر لا يستطيع إتمام الجملة من الضحك هههههه لو يعطينا عشرون عاما فغدا مثل هذه الساعة ستجدني في إسبانيا أقضي مدة حبسي هناك ههههه وأجابه الأخر وهو غارق في الضحك وأنا في مثل هذا الوقت سأكون بباريس أحتسي القهوة مع الحسناوات في فرنسا إستغربت من هذا الكلام الذي أسمع أشخاص يفقدون في السجن ولا يعرف لهم وقت محدد وأخرون يغادرون السجون بكل سهولة وينالون الحرية والقهوة والنساء يا لا الحظ عاد الأخر يقول محتجا وهو يقسم بأغلظ الأقسام أقسم أن هذا القاضي ظالم كبير لأجل هذا المبلغ التافه يرمي بنا في السجون ويسيء إلى سمعتنا وعائلتنا أجابه الأخر وهو يتحسر فعلا مبلغ هزيل يذل من أجله القوم عاودني الشعور بالإستغراب والعجب من هؤلاء وغلبني الفضول فحاولت الإستفسار أكثر سيدي سامحني إن قاطعت حواركما ولكن وهو يقول تصور من أجل ثلاث مليارات ألقوا بنا في السجن ظلما وعدوانا تمالكت نفسي بجهد جهيد فقد بدى لي أن أحطم وجوه هؤلاء الأثرياء المخنتين ولكني الأن في ضيافة الشرطة لأنم الأن وأستريح وللغد بقية وعقل أفكر به في الصباح أحضروا لنا الإفطار يليق بخدمة هذه الزنزانة خمسة نجوم فطرنا وبعد قليل دخل أحد العسكر وهو ينادي أحمد لقد جائتك زيارة في الماضي ذهبت فوجدت مساعدي وسألته عن أحوال الشغل فأجابني كل شيء على ما يرام إرتمت طفلتي المدللة وهي تقبلني وتقول بصوت خافت لدي لك مفاجأة لا أدري هل ستسعدك أم تحزنك وككل الجزائريين لا يذهب عقلي إلا الكوارث والأمراض والموت لم يخرجني من هذه الدوامة إلا صوت مساعدي وهو يقول لقد وكلنا لك أفضل محامي يا سيدي سألته بسرعة ألم تعلموا من هم عائلة القتيل لتراضيهم بالمال ويتنازلون عن القضية أجابني وهو حائر لقد أرسلت بعض الرجال ليبحثوا عن عائلته ولم تصلني الأخبار بعد قلت له مؤكدا هذا هو الحل الوحيد أمامنا للتخلص من المحنة إغرائهم بالمال من مليون إلى مائة لا تقصروا من جهدكم سألني بحذر وإذا لم يريدوا يا سيدي ماذا تفعل حينها أجبته وأنا أخفت من صوتي حينها هددهم بالبلاء الذي سيتسلط عليهم وعلى أبنائهم إبتلع مساعدي ريقه بصعوبة وهو يقول أمرك يا زعيم لا يوجد في هذه المدينة أكثر من الجزائريين لننقص من عددهم بعض الأفراد أجبته بحزم إفعل اللازم ونظرت إلى حورية وهي تقول لن تسمع مفاجئتي قلت لها قولي هيا قالت لي ببساطة أنا حامل منك عندها دارت بي الدنيا…يتبع