كما هي عادة موقعنا سنقدم لكم مذكرات من وحي الخيال وأي تشابه بين شخصيات أبطالنا وشخصيات في الواقع فهو مقصود مع سبق اسرار والترصد وذلك بهدف إمتاع قراء موقعنا وتقديم ما هو ممتع وشيق رغم أن المهمة صعبة للغاية…. في زمننـا هذا كثر الفقر والحقرة والكثير من الصفات المذمومة في مجتمعنا فاليوم القوي يأكل الضعيف فإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب… فالمقصود بالقوي هنـا هو صاحب السلطة وليس بقوي البنية او الجسد فاليوم تؤخذ وتسلب حقوق الناس من طرف الغير فقد عرفت الحقرة انتشارا كبيرا في بلادنا وبشكل ملفت للانتباه وعمت كل الأوساط ومختلف الفئات العمرية وأصبح المجتمع الجزائري يردد جملة واحدة (حقار ومحقور ويحب الحقرة) وما زاد الطينة بلة أننا أصبحنا نشاهد هذه الظاهرة في كل مكان المستشفيات والمدارس والشوارع والمؤسسات الوظيفية الخاصة والعامة فالمؤسف في الأمر أن الحقرة اليوم أصبحت قانونا يستعمله العديد من الناس واللغة التي يفهمونها ويسيرون وفقها في حياتهم اليومية او بمعنى اصح لكي تعيش في بلاد ميكي عليك اتباع قانون الغاب…
يقول الشاعر روديارد كبلنغ هذا هو قانون الغابة عتيق وصادق مثل السماء والذئب الذي يحافظ عليه يعيش ملكا أما الذئب الذي يخالفه فيجب أن يموت قوة قطيع الذئاب من قوة الذئب وقوة الذئب من قوة القطيع… ابن أوى قد يتبع النمر لكن الذئب عندما ينمو شاربيه يتذكر أنه صياد وأن عليه أن ينطلق ويحضر طعامه بنفسه وعندما يلتقي قطيع من الذئاب ضد قطيعا اخر في الغابة ويرفض كل منهما إفساح عن الطريق اجلس جانبا حتى يتحدث القادة قد تقود الكلمات اللطيفة لإحلال السلام عندما تتعارك مع ذئب تابع لقطيع اخر عليك أن تعاركه وحيدا وفي مكان بعيد كيلا يشارك الأخرون في القتال ويُستدرج القطيع للحرب تذكر دائما أن الليل للصيد وأن النهار للنوم إذا اصطدت قبل منتصف الليل ابق صامتا لا توقظ الغابة بصراخك حتى لا تفزع الغزلان التي ترعى في الحقول ويبقى إخوانك بمعدة خاوية وهذه هي بنود قانون الغابة .
بداية القصة / روسيا : لم أكن أدري أنني في يوم من الأيام سألتقي بشخص عربي وبالخصوص من جنسيتي وابن جلدتي في هذه المنطقة النائية من العالم…في روسيا بتحديد موسكو كنت قد بدأت أنسى من أين أتيت وأرمي خلفي كل الخوف والفزع وانتظار الموت ….فمازال أثر الرصاصة في كتفي واضحا رغم مضي السنين والشهور والأيام ومازال الخوف ينتابني عند هطول الليل وانتشار الصمت في الأفق فذكريات سوداء تطاردني وكوابيس التعذيب في السجون والوجوه البريئة الشاحبة التي لا تعرف السبب في وجودها في هذا المكان وتموت وهي لا تدري لأي دنب قتلت سوى أنها كانت خرجت لطلب الرزق والقوت للعيال نعم ذكريات سوداء مازالت ترمي بظلها الثقيل على نفوس الجزائريين في الوطن وخارج الوطن.
كنت من أوائل الجزائريين الذين قدموا الى هذه الأرض السعيدة والتي استقبلتني بالأحضان وبالأمان والسلم الذي لم أجده في بلدي ولكن لكي أكون صريح لم تفتح موسكو لي ذراعيها لي لسواد عيوني أو لوسامتي وإنما كان ذلك من أجل علمي وكفاءتي العلمية في مجال البتروكيماويات فأنا كنت من احد خريجي الجامعة العربية العراقية في عهد الراحل صدام حسين كنت من بين جملة الطلاب العرب الذين درسوا في العراق.
…كان الجو باردا في تلك الليلة من ليالي الشتاء القارس وأنا بمكتبي كنت قد أوشكت على الإنتهاء من تثبيت برمجة حديثة في نظام العمل الجديد والذي يعتمد على أحدث البرامج في عالم البتروكيماويات وكانت صورة ابنتي سرينا وزوجتي هيلين أمامي كأنهما تحتاني على الإنتهاء بسرعة وتعاتبني على هذا التأخير …ارتديت معطفي وقمت بغلق جميع الحواسيب للإحتياط وأخدت المصعد وأنا أفكر وأستغرب كيف لرجل مثلي من شمال افريقيا متعود على الشمس والحرارة والدفئ أن يعيش في أبرد مكان في العالم ويمضي 20 عام من عمره في هذا لثلج والضباب والبياض الساطع بل ينسجم ويتزوج وينجب بنت مثل البدر في تمامه كنت قد بدأت أنسى أو أتناسى بلدي وهمومه وذكرياته ففي تلك الليلة سقطت على رأسي مشاعر حزينة ومبهمة كنت أشعر برعشة خفيفة ولست أدري أمن الخوف المرضي الذي ورثه من بلدي أو من تحولي من المكتب الى الخارج كنت على وشك الى سيارتي الرياضية فإذا بي أسمع ضجة وجلبة خلفي ونادرا بل من جد النادر ان يحدث مثل هذا في هذه المنطقة الراقية بموسكو إلتفت خلفي فسمعت شتم وكلام متقطع نعم هو كلام بالروسي مع بعض الكلمات بالعربية ليست الفصحى طبعا بل لهجة من اللهجات القريبة إلى أذني بل المحببة الى أذني …رجل في أواخر الخمسينيات من عمره ضخم الجثة أبيض اللون ملامحه شرقية صارمة يمسك بلصين أرادا سرقة امرأة عجوز أنهكها المرض والثعب رغم صغر سن اللصين إلا أن صلابة الرجل وشراسته غلبت عليهم فهو تارة يلكم هذا وتارة يركل الأخر وهو يسب ويقول “ينعل باباكم يا السراقة” ثم شتمهم بالروسي كأنه ابن “كورباتشوف” رأيت هذا المنظر وأنا لم أصدق نفسي أأضحك أم أغضب من فعل اللصين المهم أخدت قراري بسرعة فتحت باب الحقيبة الخلفية للسيارة وسحبت عصا “بيزبول” أخبأها لمثل هذه المواقف واندفعت لأساعد هذا الرجل الغامض والذي ظهر فجأة فاندفعت بتهور ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان فقد …..يتبع