جدد أغلب تجار مدينة تيبازة يوم الثلاثاء الإضراب عن النشاط احتجاجا على تمسك المجلس البلدي بمخطط المرور الجديد، موضوع انتقادات واسعة، منذ وضعه حيز الخدمة صيف 2018 بصفة رسمية رغم التعديلات الطفيفة التي أدخلت عليه.
وجاء الإضراب عقب “فشل” لقاء حول تعديلات مخطط المرور، عقد يوم الإثنين بمقر بلدية تيبازة بمشاركة ممثلين عن التجار و المواطنين و رئيس بلدية تيبازة، قويدر قيجي، حيث انسحب عدد من المشاركين بعد تسجيل رفضهم لاقتراح رئيس البلدية القاضي بالتمسك بالتعديلات قبل إعادة النظر فيه بعد انتهاء موسم الاصطياف.
واستيقظ سكان شارع حي المعلمين و شارع الدرك الوطني و كذا الشارع الرئيسي لمدينة تيبازة على أغلب المحلات مغلقة، ماعدا بعض المقاهي و الأكشاك بقلب مدينة تيبازة، فيما سجلت استجابة متفاوتة للإضراب على مستوى التجمعات السكنية الأخرى على غرار وادي مرزوق الشعبي و الحي الغربي و حي 950 عدل و شارع مطاعم السمك.
ويستند التجار في تبريرهم للإضراب إلى التراجع “الرهيب لنشاطهم التجاري” جراء مخطط المرور الجديد الذي يخضع لقاعدة الاتجاه الواحد و محور الدوران على حي واحد، حسب ما أفاد به ل/وأج عدد من التجار الذين تجمعوا أمام مقر الولاية، حيث تم استقبالهم من قبل رئيس ديوان والي الولاية، ثم توجهوا إلى مقر بلدية تيبازة أين يجري حاليا لقاءا مع رئيس البلدية قويدر قيجي لإيجاد حلولا ترضي جميع الأطراف.
وكانت بلدية تيبازة أدخلت نهاية ديسمبر الماضي- استجابة لاحتجاجات شملت إضرابا عاما لتجار مدينة تيبازة – تعديلات طفيفة على مخطط المرور الجديد الذي ظل محل جدل “واسع” منذ تطبيقه لأول مرة خلال موسم الاصطياف 2016 قبل أن يعتمد بصفة رسمية و على مدار السنة مباشرة بعد شهر رمضان الفارط، أي خلال صيف 2018 ما أثار حفيظة المواطنين و شكل موجة من الانتقادات.
وبعث النقاش من جديد إثر ما وصفه عدد من التجار الذين اقتربت منهم /وأج ب”فشل” اللقاء الذي جمع أمس الاحد بمقر بلدية تيبازة رئيس المجلس البلدي قويدر قيجي و رئيس الدائرة محمد مزيان و ممثلين عن جمعية التجار و بعض مواطني مدينة تيبازة أمام تمسك كلا الطرفين بموقفهما الذي يتمثل في مواصلة العمل بنفس المخطط إلى غاية نهاية موسم الاصطياف الذي على الأبواب، ما جعل ممثلو بعص التجار ينسحبون من اللقاء.
ويطالب التجار بضرورة العدول “نهائيا” عن المخطط الجديد و الرجوع للمخطط القديم مع الاستعانة بالتكنولوجيا و حلول ذكية أخرى لتسيير حركة المرور، حسبما أفاد به ياسين. ن و هو صاحب محل تجاري، مضيفا أن تجار مدينة تيبازة “قدموا اقتراحات منذ نهاية ديسمبر الماضي و منحوا مصالح البلدية مهلة ثلاثة أشهر لاتخاذ إجراءات ملموسة” للعدول عن المخطط الجديد الذي يكون قد تسبب في ضرب النشاط التجاري الذي “تراجع بشكل ملحوظ”، مبرزا أهمية الاستعانة بالإشارات الضوئية و كاميرات المراقبة و التفكير في إنشاء مرآب للسيارات عند مداخل المدينة لتستعمل من قبل زوار الولاية، خاصة خلال موسم الاصطياف بدلا من اعتماد مخطط مرور “لا يصلح عمليا لمدينة بحجم تيبازة”، على حد قوله.
من جهتها تبقى المصالح الإدارية متمسكة بالتعديلات الطفيفة التي أدخلت نهاية ديسمبر الماضي على مخطط المرور الجديد استجابة لاحتجاج قاده التجار بتاريخ 10 ديسمبر إلى حين انتهاء موسم الاصطياف المقبل في إطار الاستعداد الجيد للموسم و إنجاحه على اعتبار أن حركة المرور “المرنة” تعد من العوامل التي من شأنها مضاعفة عدد الزائرين.
وأكد رئيس البلدية قويدر قيجي في لقاء أمس أن التعديلات التي أدخلت تمت بموافقة جميع المتدخلين و الاخصائيين و يعتبر “الأمثل” و “الأفضل” لتسيير حركة المرور و ضمان مرونتها، خاصة خلال فصل الصيف أين تشهد مدينة تيبازة توافدا يوميا كثيفا للزوار