……وفي تلك الحظة المشؤومة ظهر لنا العجوز وهو يحمل سكين كبير ملطخ بالدماء وهو يصرخ يا أبناء العاهرات تلعبون معي لا تعرفون من أنا لقد عرفت ألاف البشر في حياتي وفي أخر أيامي أطفال مثلكم يريدون الضحك علي أنا أرى في عينه الشر وهو يحمل السكين ماذا سأفعل يدي على زناد المسدس وعيني على رأس العجوز اقتله انتظر اقتله انتظر تم قررت أن اخرج عنده وصنعة علامات الدهشة على وجهي وقلت له ماذا هناك أيها العجوز فقال لي ماذا هناك تزعم انك لا تعرف ماذا هناك أولئك الشواذ النمس وقادر تركوا الجنود أحياء لم يذبحوهم فمسكت رأسي وقلت له انتظر التفت إلى النمس وقادر وقلت لهم انزلوا من السيارة نزلوا وهم يحنون رؤوسهم فقلت لهم وأنا اصرخ في وجههم هل ما قاله العجوز صحيح فقال النمس نعم صحيح لم نستطع قتلهم فهم شباب مثلنا ينتمون إلى الأسر الفقير وهم من يعيلون أسرهم فكيف نقتلهم وقادر حتى هو بدا يصرخ وقال نحن حسابنا مع من يجلسون فوق الكراسي وليس مع إخواننا وهنا انتفض العجوز في وجههم وقال لهم يا أبناء العاهرة لقد شاهدو وجوهنا أتعرفون ماذا يعني ذلك أيها الأطفال يعني إن تركناهم أحياء حكمنا على أنفسنا بالإعدام وهنا تدخلت وقلت للعجوز أنا من سأذبحهم وهممت بالذهاب إلى مكان العساكر فأمسكني العجوز من يدي وقال لقد قمت باللازم وأنا اعرف انه نحرهم ولكن ما قمت به يدخل في التمويه قلت له سأذهب وأتأكد أن كل شيء على ما يرام ذهبنا جميعا وجدنا جثث العساكر الشبان وقد فصلت عنها الرؤوس وقال لنا العجوز العمل يجب أن يكون هكذا قادر والنمس أفواههم مفتوحة وهم في حالة ذهول فقلت للجميع ليس الان وقت مناقشة الأخطاء لنكمل العملية وعند العودة للبيت نتكلم فقال العجوز الحساب فيما بعد هيا أسرعوا أسرعوا.
أخدنا الطريق إلى الأشخاص الذين سنبيع لهم البضاعة وما هي إلا 10 دقائق حتى غير العجوز الاتجاه وأخذ طريق فرعية صاعدة إلى الجبل وبعد نصف ساعة من السير على طريق غير معبدة توقفت الشاحنة وأشار العجوز لقادر بان يتوقف ويطفأ الأنوار تم قام يحيى بإشعال وإطفاء أضواء الشاحنة ثلاث مرات تم رأينا إشارة قادمة من مصباح يدوي بنفس الطريقة ثلاث مرات فأمرنا الذئب بالنزول من الشاحنة والسيارة المكان الذي نحن فيه عبارة عن غابة كثيفة فقال لنا العجوز سننتظر قليلا هنا فقلت له أنا وبقية الأعضاء سنرتدي الأقنعة لا نريد أن نقع في نفس الخطأ مرتين فقال لي العجوز فكرة جيدة و ما هي إلا دقائق حتى ظهرت لنا العشرات من أضواء المصابيح اليدوية تتجه نحونا وفي لحظة أصبح أمامنا العشرات من أصحاب اللحى ومعهم الحمير والبغال ربما لتحميل الشحنة التفت إلى النمس وقادر رأيت أن أرجلهم ترتجف حمدت الله أنهم يضعون الأقنعة لأنه لو شاهد الإرهابيين وجوههم لافتضح أمرنا وهنا تقدم أمير الكتيبة مصافحا العجوز وقائلا له أهلا بالحاج احمد المجاهد الكبير كيف حالك وحال الإخوان في العاصمة وهذه الجملة فقط كانت بمثابة قنبلة قوية انفجرت أمامنا.
عندما سمعنا الاسم الجديد للعجوز حتى صدمنا وأنا عروق دماغي أرادت الانفجار بكثرة التساؤل مع من هذا الكلب أمع العسكر أم مع الجبهة ولكن رغم كل هذا كان علينا كمجرمين محترفين مسايرة الوضع اخذ أمير الكتيبة يتحاور مع العجوز بينما جلسنا نحن الثلاث تحت احد الأشجار وإذا بشبان يأتون عندنا وهم حاملين اللبن والثمر قالوا لنا أنهم سيتسحرون لأنهم يصومون كل يوم اثنين وخميس فتقدم إلي شاب ملامحه ليست غريبة علي وأعطاني كوب لبن وأدار وجه بحكم أنني ألبس قناع (وقد قال لهم يحيى لا يمكن لهم أن يُزِيلوا الأقنعة لأنهم أعيننا عند الشرطة) لكنني أمسكته وسألته ألست رفيق ابن الحاج طاهر اجل انه أنت كيف حالك يا صديقي الم تتذكر صوتي أنا رفيقك في الدراسة وأعطيته اسم صديقنا أخر فلم أرد أن يعرفني وذكرته بواقعة مضحكة وقعت لنا نحن الثلاثة (يعني أنا والصديق الذي أعطيته اسمه وهو) فتفجرت شفتاه عن ضحكة هائلة وأخذني واحتضنني بشدة حتى كاد أن يخنقني وأراد أن ينزع عني القناع فقلت له على مهلك يا أخي ممنوع وقد تعرض حياتي للخطر فاعتذر مني فقلت يا أخي اشرح لي فأنا لم اعد افهم شيئا ألم تكن ضابط في الجيش ماذا وقع لك لتتحول كل هذا التحول أجابني وهو يكاد أن يختنق لقد اعدموا ضابطين بدم بارد أمام عيني وغيرهم الكثير سمعت بهم وهل تعرف السبب لماذا فقلت له لماذا وأنا غير مندهش لان بسبب ما رأيته في هذا البلد لم اعد استغرب من أي شيء فقال لي وببساطة لأنهم يصلون وطالبوا المسؤولين بأن يعطوهم الوقت الكافي ليصلوا صلاة الجمعة في المسجد فاتهموهم بالخيانة العظمى وعلى أنهم يساعدون الإرهابيين فأعدموهم أمامنا حتى يكونوا لنا عبرة لهذا قررت أنا وبعض الضباط الانضمام للجبهة لأننا سنقتل سواء إنضممنا لها أم لم ننضم ثم نظر إلي وقال المفاجأة هي أنت كيف أصبحت أخ هنا وتقوم بالأعمال الخطيرة من اجل الدين فكان علي أن أجاريه فقلت له الظلم يا أخي تخطى الحدود ولم اعد استطع أن أقف إلى جانب الظلم ثم سألني عن رتبتي في الشرطة فقلت يا رباه ماذا سأقول له.
…لم ينقدني منه إلا أذان الفجر فقال أمير الكتيبة قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله (لو علم الأمير بحال أفراد العصابة لرمانا في حفرة النار وهو يلعننا عن بكرة ابنيا)فقد قال لأحد أعوانه أعطي الماء لإخواننا ليتوضئوا فقاطعه العجوز يحيى وقال له كلنا على وضوء فنحن قبل أن نخرج إلى أي عملية نتوضأ ونتمنى الشهادة فقال له الأمير بارك الله فيكم فقلت مع نفسي يا أيها العجوز المنافق كلنا سكارى والنمس سيصلي بجنابته فهو قبل العملية كان في احد بيوت الدعارة أما قادر فقد أتقل في الشرب وربما حتى هو سيصلي بجنابته أما أنا والعجوز فقد تعاطينا جميع أنواع المخدرات فريق من الشياطين يؤدي صلاة الفجر مع مجموعة من الإرهابيين الحمد الله على نعمة الأقنعة.
انتهت الصلاة ونحن لا نعقل حرف واحد منها وبدأنا نتوادع فيما بيننا فاقترب مني رفيق لوداعي وقال لي بصوت خافت صراحة يا أخي ما ارتحت لا في الجيش ولا مع الجبهة فأحيانا يظهر لي أنهما وجهان لعملة واحدة وهذه العملة هي قتل الأبرياء والاستيلاء على المال والصراع على الكرسي وهنا قلت له اسمع يا رفيق أنصحك نصيحة لا ترجع للخلف لقد اخترت الجهة التي ستكون فيها ومثل هذا الكلام لا تقوله لأحد وخصوصا داخل الجماعة التي أنت فيها وهنا جاءت اللحظة التي ننتظرها كي نأخذ أموالنا ونرحل لكن وقع ما لم يكن في الحسبان………..يتبع