…..بعد أن جمعت أعضاء المنتخب قررت أن أذهب لأزور أمي فقد أحسست بالتعب وأريد أن أشحن جسدي بالطاقة الايجابية التي تمنحها لي أمي فلم أرها مند شهرين بسبب الإعتقال وتجهيز العقد الإجرامي استيقظت باكرا على غير العادة فزيارة القديسة تتطلب طقوس وعادات يجب ألا نغيرها لذلك مررت على محلات لبيع الملابس واشتريت لأمي وإخوتي ما ينقصهم من الملابس ومن ثم الذهاب إلى السوق وشراء ما يلزم من الخضر والفواكه ..وصلت للمنزل فرحة أمي وإخوتي بعودتي المسكينة أمي عانقتني وقالت لي يا ولدي لقد هزلت كثيرا وعلامات الإرهاق تظهر تحت عينيك يظهر أن عملك شاق يا بني فحاول أن تصبر فهذا هو العمل الحلال الكثير من المشقة والقليل من المال فقلت لها سأحاول يا أمي أن اصبر لا عليكِ التفت فوجدت إخوتي البنات فرحات بالملابس في حين أخي يظهر عليه علامات الحزن ذهبت عنده وعانقته وقلت له يا بطل اعرف ماذا يحزنك تقول مع نفسك أن أعطيك هدايا قليلة مقارنة مع البنات أنا اعرف ذلك والسبب يا أخي أن متطلبات البنات كثيرة وعلي أن أوفر لهم ما استطعت منها لأنه لا يجب على إخوتك البنات أن يحسوا بنقص أمام صديقاتهم وبكل بساطة إن لم تحاول أن توفر على اقل 50 بمئة من تطلبات البنات سواء كانوا إخوتك أو بناتك في المستقبل فقد فتحت باب سيدخل منه الجميع أنا اعرف انك لا تفهم كلامي ولكن عندما تكبر ستفهم ثانيا سأخبرك بأمر بمجرد أن تنجح في البكالوريا سأشتري لك هدية قيمتها تساوي ما اشتريته لإخوتك البنات في هذه السنين سأشتري لك دراجة نارية رائعة ففرح وقال أتمنى أن لا تكون تلعب بعقلي كما يفعل الآباء مع الأطفال عندما يعدوهم بشراء لعبة ما ليكفوا عن البكاء فابتسمت وعانقته وقلت له عيب عليك أن تقول مثل هذا الكلام فهذا حديث رجل لرجل عانقني وقال سوف نرى.
قررت في المساء أن اذهب واجلس في مقهى حارتنا (حومتنا) ويا ليثني ما قررت ذلك فمشكلتنا في بلادنا أن الجميع يراقب الجميع وفي الأحياء الشعبية بالخصوص فبمجرد أن تظهر عليك علامات الخير حتى يصبح البعض بدون أسباب أو مقدمات يحقدون عليك ويتمنون أن تموت في حادثة سير أو يقتلك قطاع طرق في احد الغابات فلو أتيت بفطاحلة علم الاجتماع لتفسير هذه الظاهرة وأسبابها لوقفوا حائرين كيف يعقل أن شخص لم تجمعه معك أي علاقة أو صداقة أو عداوة يتمنى لك الموت المهم بمجرد دخولي للمقهى شاهدت الجميع ينظرون إلي تجاهلتهم سمعت احد النكرات يتمتم ويقول اقسم بالله انه تاجر مخدرات وأخر يقول له لا انه سارق لم أبالي بكلامهم جلست ثم شخص أخر يجلس أمامي رفع كاس حليب ليشربه وقال بصوت مرتفع جذا اللهم أطعمنا حلالا فقلت وبغضب وبنبرة فيها انه طفح الكيل اللهم امييييييييييييين ولكن كل ما حصل في كفة وما سيقع فيما بعد في كفة فبعد مرور نصف ساعة على جلوسي في المقهى تقدم نحوي شاب عاطل عن العمل وأخذ كرسي وقال يا أخي أتمنى ألا تغضب مني فقد كنت ألعب الورق مع أصدقائي وخسرت وحكموا علي أن أسالك في ماذا تشتغل وما طبيعة عملك فاقسم بالله أن سكان الحي كلهم يريدون أن يعرفوا ما هو عملك فضحكت بهستيريا وقلت له يا أبناء العاهرة تركتم جميع مشاكلكم وتركتم السؤال المهم أين هي خيرات وكنوز هذا الوطن ومن يسرق رزق هذا الشعب لتحملوا هَم َ معرفة ما هي طبيعة عملي صراحة لم يكذب ذلك المسؤول الفلاني عندما قال أن هذا الشعب لا يستحق أن يعيش انه يتقاسم معنا الأوكسجين بالباطل فنظر في عيني وهو مندهش فقلت له اسمع أيها الشاذ إن عرفت طبيعة عملي فستقبض عليك الشرطة أنت وأصدقائك لذلك اذهب لحال سبيلك.
…خرجت من المقهى وأنا أتمشى بين الأزقة سمعت شخص ما يناديني إلتفت وإذا به احد أبناء الحي يشير علي بيده لأتوقف فقلت مع نفسي ما ذا يريد مني هذا الشاب وصل عندي قبل أن يتكلم قاطعته هل تريد حتى أنت معرفة طبيعة عملي فاستغرب وقال لا يا أخي أنا فقط التقيت بعمي يحيى بمجرد أن سمعت عمي يحي حتى دارت بيا الدنيا ومسكته من عنقه بقوة وقلت له ماذا قال لك ذلك العجوز ابن العاهرة الشاب وهو في حالة خوف لم يقل لي شيء فقط التقى يحيى بعمك وقال لي أن أبلغك أن عمك اشتاق لك ويريد أن يراك قبل أن يموت (فهمت أن يحيى يريد أن يراني في اقرب وقت ) فنزعت يدي من على عنقه وطلبت منه أن يسامحني وقلت له أنا اكره ذلك الكلب الذي يسمى يحيى فقد كان يتكلم بكلام قبيح على المرحوم أبي فقال لي المسكين لا عليك يا أخي وقبل أن يغادر أعطيته بعض المال فرفض أن يأخذه ولكن أصريت عليه وقلت له أنت مثل أخي واعتبرها عربون محبة بيننا عانقته وذهبت للبيت ونار الغضب تشتعل في داخلي.
دخلت للبيت جلست مع العائلة وقلت لأمي ربما سأسافر غدا تفاجأت الغالية والدموع في عينيها و قالت لم نشبع منك بعد يا ولدي قلت لها يا أمي أصحاب العمل أرسلوا في طلبي وإذا كنت تريدينهم أن يطردوني سأبقى فقالت المسكينة لا يا ولدي فانا حمدت الله انك أخيرا وجدت عمل قار وتصرف منه علينا العمل أولا يا ولدي وضعت أمي العشاء الحزن والغضب يعم البيت والجميع صامت فقلت لهم اسمعوا جميعا هذا هو العمل علي أن اذهب لأجلب المال لكي نعيش واقسم بالله في اقرب فرصة سأرجع ونجلس جميعا لمدة طويلة وأسألكم جميعا ما هو الأفضل أن اذهب لأعمل واشتري لكم كل ما تحبون أو اجلس معكم بدون شغل وكل يوم اختار واحد منكم لأضربه ضربا مبرحا بسبب وبدون سبب فضحك الجميع فقلت لهم هيا قولوا بسم الله ولنأكل قبل أن يبرد العشاء.
…توجهت مباشرة إلى عمي يحيى رآني قادما فوقف وهو مبتسم وفاتح ذراعيه ليعانقني بمجرد أن وصلت عنده مسكته بقوة من عنقه وقلت له أنبدأ عملنا بالأخطاء القاتلة أيها السكير كيف ترسل لي مع شخص غريب انك تريد أن تقابلني وحتى ولو كانت بطريقة مشفرة يجب ألا يعرف احد أن هناك علاقة بيني وبينك أخر أخر مرة يتكرر مثل هذا الخطأ أنا كنت سأزورك مرة مرة لأعرف هل عندك معلومات جديدة أما الأن إن كان استدعائك لي بسبب أمر تافه وليس مهم سأترك غضبي يتصرف معك اعتذر العجوز وقال لن يتكرر الخطأ مرة وقد استدعيتك لان هناك فيلا لمسؤول كبير في الدولة سابق و أصحابها سافروا لفرنسا ويقال أن فيلتهم مثل مغارات علي بابا …………يتبع