لم يترك الخروج الأخير لعبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني في لقائه بعبد الرحمن بلايات، أحد قادة المحتجين على قيادة الحزب الحالية، أي لبس. حتى أيام عمار سعداني، الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني،أصبحت معدودة. لأن عبد العزيز بلخادم الذي يمثل عضوا قياديا في جبهة التحرير الوطني، بلقائه بلايات في اطار هذا النشاط الحزبي، كان قد تحدى مباشرة رئيس الجمهورية الذي يشغل أيضا منصب رئيس جبهة التحرير الوطني.
و يذكر أن رئيس الجمهورية كان قد أمر خلال بيان صادر في غشت 2014، الامين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني بالمضي قدما في استبعاد عبد العزيز بلخادم من الحزب. ولهذا، فان خروج بلخادم في اطار حزب جبهة التحرير الوطني يهدف الى توجيه رسالة واضحة منه الى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهذا يعني بطريقة ضمنية أنه على الرغم من كونه رئيسا لهذه الجبهة فهذا لا يعطيه الحق بأي حال من الأحوال في ازالته من صفوف الحزب. فمن وجهة نظر من بلخادم وبلايات، فان القوانين التي تنظم قواعد الحزب تمكن فقط اللجنة المركزية من اعفاء مناضلي الحزب من مهامهم .
وعلاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن جبهة التحرير الوطني التي تمثل بامتياز اداة لمن هم في السلطة، لا تزال تعتبر انعكاسا للتغيرات الهامة التي تجري في الدولة. و بالتالي فان الانقسامات التي تحدث في صفوف السلطة العليا تتردد أصداؤها داخل جبهة التحرير الوطني. ومنذ انتخاب الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني في غشت 2013 أثناء مؤتمر استثنائي مثير للجدل، انقسم الحزب إلى قسمين متنافسين على الشرعية. فتيار بلايات، الذي وفقا لمصادرنا، يعتبرمقربا من الرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات توفيق مدين، كان قد عارض شرعية السعدني رئيس جبهة التحرير الوطني. أيضا، باعتبارأن السعدني يعتبر قريبا ،من الدرجة الأولى، من دائرة الرئاسة، وأن الجنرال مدين كان قد أقيل من منصبه من قبل رئيس الجمهورية في سبتمبر الماضي ، فانه يصبح من الجلي أن هناك حرب خنادق قائمة بين الثنائي بلخادم- بلايات و السعدني.