خرج ظهر اليوم الجمعة، الملايين من الجزائريين، في عدد من الولايات ، في مسيرات سلمية، رفعت مجموعة من الشعارات كان أبرزها ضد تمديد العهدة الرابعة، وتأجيل الرئاسيات.
و رغم الظروف الجوية، و الامطار المتساقطة منذ صبيحة اليوم، إلا أنها لم تمنع الجزائريين، من النزول الى الشارع في الجمعة الخامسة على التوالي.
في ولاية ميلة خرجت حشود كبيرة فاقت الأربعين ألف متظاهر دوت حناجرهم أرجاء الولاية وصوتهم واحد لا للتدخل الأجنبي، حاملين شعارات تنديد بجولات لعمامرة نحو عدد من العواصم الأوروبية طالبا النجدة. مسيرة أحفاد بوالصوف وبن طوبال قطع فيها المتظاهرون مسافة 5 كلم مرددين شعارات التغيير من جهة و التنديد بعدم الاستجابة للشعب بعد 5 مسيرات كاملة.
ولعل أهم ما ميز المسيرة الخامسة الخروج المميز للنصر النسوي والعائلات التي لم تمنعها برودة الجو من الخروج لاستكمال المشروع، كما نشطت تجارة بيع الراية الوطنية و توابعها وسط الشباب، هؤلاء اغتنموا المسيرة للرد على والي ميلة الذي دعا المواطنين لتعيين ممثلين عنهم و قالوا له، ميلة عصية عليكم و لا تريد أي وصاية أو تمثيل يأتي منكم.
وبعد تجمع الحشود أمام مقر الولاية وترديد الأهالي الأناشيد الوطنية، عادت الجحافل البشرية أدراجها نحو نقطة الانطلاقة بساحة عين الصياح أين مكثوا لساعات أخرى في مشهد لا يصنعه إلا شعب الجزائر. كما شهدت البلديات الكبرى التابعة للولاية نفس الأجواء في كل من شلغوم العيد، الڤرارم ،فرجيوة و تاجنانت و التلاغمة ورجاص وغيرها.
و بالبويرة انطلقت جموع غفيرة من المواطنين في مسيرة جمعة الرحيل، التي تشكلت في ساحة الشهداء وحي 1100 مسكن بولاية البويرة، قبل منتصف نهار اليوم. حيث نزلت بها العائلات القادمة من مختلف بلديات ودوائر الولاية .
وعلى غير العادة تواجدت الشرطة بالزي المدني والرسمي في مفترقات الطرق الرئيسية. واحتضنت شوارع بعض الدوائر على غرار بلدية سور الغزلان مسيرة جمعت مختلف أطياف المجتمع للمطالبة بتغيير النظام.
فيما عبر اليوم سكان ولاية مستغانم بكل أطيافهم وأعمارهم عن رفضهم القاطع للقرارات الرامية إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية وتمديد العهدة الرابعة. وذلك بخروجهم في مسيرة سلمية، حيث التقى المتظاهرون بساحة البلدية التي امتلأت عن آخرها بعد صلاة الجمعة حاملين الأعلام والشعارات جابوا من خلالها مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية للمدينة، وقد رفع المتظاهرون شعارات “لا للتأجيل لا للتمديد ” “سلمية-سلمية” وهتافات مناوئة للعهدة الخامسة ولتمديد العهدة الرابعة وقد انضم لهذه المسيرة الخامسة على التوالي عدد كبير من سكان البلديات النائية الذين تنقلوا بواسطة وسائلهم الخاصة ، مؤكدين عزمهم على مواصلة نضالهم السلمي حتى تغيير النظام بأكمله.
أما ساحة أول نوفمبر بقلب مدينة سيدي بلعباس فقد استقبلت الآلاف من المتظاهرين الذين توافدوا عليها، و رددوا منذ بلوغهم الساحة المعروفة بتسمية “كارنو”..”النظام ارحل”..”أفالان ارحل”..لا نريد لا نريد بوتفليقة والسعيد”..المتظاهرون رددوا أيضا:”معانا “البياري” ومعانا الصاعقة ما تزيدش دقيقة يا بوتفليقة”..نريد دولة لا تزول بزوال الرجال”..”الشعب يريد عدالة”..هذه جزائرنا وليس لنا غيرها” وسط تعالي زغاريد النسوة.
أما في وهران فقد بدأت أوائل مجموعات المشاركين في مسيرات الجمعة، تتشكل في ساحة أول نوفمبر بوهران، قبل منتصف نهار اليوم. حيث نزلت بها العائلات القادمة من بلديات ودوائر الولاية وكذا دوائر زهانة وسيڤ بولاية معسكر والعامرية والمالح بولاية عين تموشنت.
ولم يحن موعد صلاة الجمعة حتى كانت الساحة المركزية للمدينة تعج بمئات المتظاهرين، الملتفين بالرايات الوطني. وقد تحسنت الأحوال الجوية بعد سقوط أمطار خفيفة في الصبيحة. وعلى خلاف العادة “لم تبكِّر” الشرطة إلى المفترقات الطرقية الرئيسية التي تعبرها المسيرات، كما كان الحال في الجمعات الأولى للحراك الشعبي منذ 22 فيفري الماضي.
ومن جهتهم “خفّف” أئمة المساجد خطبتي صلاة الجمعة، ليتمكن المصلون من الالتحاق بجماعاتهم في المسيرات. وبدأ الحِراك يأخذ مناحي جدية، حيث نظمت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، لقاء مفتوحا للموطنين يوم أمس الخميس في مقرها بساحة الحريات، للإدلاء بالآراء وطرح المقترحات.
كما بدأت تتشكل مجموعات تفكير مستقلة في الأوساط المثقفة والمهنية وكذا رجال الأعمال والنساء، في ظل مواصلة شبان مستقلين في تأطير الحراك والمسيرات وتسيير الشعارات، بالإضافة إلى تجند أطباء وممرضين وممرضات ومختصين في الإسعافات لمرافقة المسيرة للتدخل في حالة طوارئ. وبدأت المواكب الأولى تسير حاليا على الساعة الثانية زوالا في وسط المدينة في المسار المعتاد من ساحة أول نوفمبر إلى مقر الولاية.
هذا وقد شهدت مجموعة من الولايات مسيرات سلمية خرج فيها الملايين من الجزائريين في الجمعة الخامسة على التوالي.