للأسف الشديد المظاهرات وصلت لمرحلة اختلط فيها الحابل بالنابل و امتزجت فيها الحقائق بالأهواء و الأكاذيب بالمصالح في مزيج قاتل يسمم المتظاهرين و أفكارهم و علاقاتهم ببعضهم البعض فقد أصبحت تطالعنا كل يوم الصحف و البرامج و غيرها من الوسائل التي يستخدمها البعض لتحقيق مكاسب انتخابية رخيصة عن طريق احتراف اللعب علي أوتار العاطفة و هي وسائل أراها حقاً يراد به باطل و محاولة خبيثة للتأثير علي أبناء هذا الوطن كي يسلكوا طريقا مرسوما بدقه لتمكين البعض من التحكم في هذا البلد الذي يجاهد للخروج من ديكتاتورية الجنرالات فإذا به يجد نفسه مهددا بمستنقع من الدماء …
المشهد الحالي الظاهر لنا الآن يبين لنا أن هناك عدة قوى تركب موجة المظاهرات ولو حللنا الموقف سنجد أن هناك عده قوي تتجاذب المشهد في جزائرنا الحبيبة أولهم الجنرالات وخيبتهم بإدارة الحكم لأنهم غير مؤهلين والفريق الثاني المخابرات المهترئة والمريضة والمغردون في فلكها ثالثا الشياتون والمرتشون ورجال الأعمال والمجندين من الغرب ممن يسمون النشطاء السياسيين وأطماعهم في العودة إلي السلطة … لكن يبقى الجهل المتسلط علي شبابنا وأغلبية القوى الشبه فاعلة أو التي من المفروض أن تكون هي المنقذ أو العامل الأساسي للنهوض هو العائق لرجال المخلصين والذين يريدون للجزائر الخير ولكنهم غير مسلحين بقوى تساعدهم علي تنفيذ ما يصبون إليه إلا حب شعبي لا يسمن ولا يغني من جوع كم أنه يتضاءل أمام الضربات والملفات المفتعلة لذلك لو حللنا كل فريق بنظرة فاحصة متأنية نجد التالي الفريق الأول (الجنرالات) لديهم من المرونة المرضية ما يستطيعون التحالف مع الشيطان في سبيل مصالحهم ويتناغمون مع العدو قبل الصديق في سبيل ذلك وهم أصحاب فكرة الفوضى المنظمة وهم خسروا كل رصيدهم ولم يبقى لهم إلا ما يستطيعون عن طريقه التحالف مع باقي الفرق بالخفاء لكي لا يكشفهم احد فتفشل خططهم بسبب الكراهية الشديدة لهم من طرف الشارع الجزائري جراء المجازر التي ارتكبوها على مدى سنوات …. الفريق الثاني (المخابرات) من ناحية الأهمية وللأسف هم كالسرطان المخفي الذي ينخر في جسد الجزائر والجزائريين بعناصرها المريضة ذوات النظرة الضيقة ولا يهمهم إلا عودة عصرهم الذهبي بعهد (جنرال توفيق) عصر القتل والإختطاف والرشوة وجمع الإتاوات من أصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة وهذا كان من أهم عوامل نشاطهم بالجزائر ولذلك هم تقوقعوا مع المتظاهرين لأنهم غير مستفيدين الآن ومعرضين للخطر من الجنرالات والذي كان الصدام بينهم أزلي من قديم الأزل مرورا بعهد بومدين إلي يومنا هذا أما الفريق الثالث الشياتون والمرتشون ورجال الأعمال هم راغبون في المحافظة علي مصالحهم بأي ثمن حتى لو على حساب بعضهم البعض لذلك إن لم يستفق الشعب ويطردهم جميعا سيذكرنا التاريخ على أننا أغبى شعب على مر العصور.