خلقت صور بشعة تم تداولها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، تخص تعرض الطفل أنيس البالغ من العمر 11 سنة، إلى عملية تعذيب وتعنيف وحرق بالنار من طرف إخوته غير الأشقاء بحي بوالصوف بمدينة قسنطينة، الحدث و نالت مساحة واسعة من الاستنكار و الجدل الواسع، خصوصا أن هذه الصور تستهدف طفلا بريئا في عمر الزهور حتى وإن تعلق الأمر من طرف إخوته غير الأشقاء، خاصة وأن الضحية يتيم الأم ووالده مقعد في الفراش بسبب المرض.
كما أن مصالح أمن ولاية قسنطينة أوضحت في بيان لها أنها وبعد تداول تلك الصور باشرت تحرياتها وتحقيقاتها في القضية، باستغلال الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة ظروف وملابسات القضية وتوقيف مرتكبيها.
و كان الطفل “أنيس.ق” الذي هو يتيم الأم، قد تعرض إلى التعنيف والتعذيب حرقا بالنار والضرب المبرح، من طرف إخوته غير الأشقاء، و قد أقدم إخوته من أبيه الذين كان يعيش معهم عندما اكتشفوا اختفاء مبلغ 200 مليون سنتيم من أموالهم، على اتهامه بسرقة ذلك المبلغ، ليقوموا حسب ما صرح به بضربه واحتجازه طيلة ليلة كاملة من الساعة التاسعة ليلا إلى غاية الساعة السادسة صباحا، أشبعوه فيها ضربا مبرحا وأذاقوه كل أنواع العذاب، مستعملين خنجرا ملتهبا وقاموا بحرقه وكيّه على مستوى الأطراف.
كما أضاف الطفل أن المعتدين عليه قاموا بصعقه بالكهرباء، وأن الكشوفات الطبية والأشعة بينت إصابته بكسور على مستوى الأنف، والرجل واليد، بالإضافة إلى ظهور جروح وإصابات متعددة على كامل أنحاء الجسم، وانتفاخ العينين. ويوجد الطفل “أنيس.ق” في حالة نفسية صعبة للغاية جرّاء تعرضه للتعذيب والضرب المبرح، وهو يعيش الآن في بيت جدته من أمه، بحي الزيادية، مع أحد أخواله الذي طلب من الجهات الأمنية والقضائية ضرورة التدخل العاجل، لتوقيف الفاعلين ومعاقبتهم بعد ارتكابهم هذه الجريمة البشعة في حق طفل بريء ويتيم الأم. وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحريات والتحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية في هذه المأساة العائلية.
