عاشت قسنطينة أمس يوما حزينا بعد أن شيعت التي لقيت حتفها بعدما أقبلت على رمي نفسها من الطابق الرابع، و قد تم تشييع جثمان الفتاة بالوحدة الجوارية 19 بعد صلاة الظهر في جو جنائزي مهيب يكتنفه الصمت والحزن.
و تعود تفاصيل الحادثة إلى زوال أول أمس، عندما رمت فتاة نفسها من الطابق الرابع، وأعادت صديقتها التي تقطن العمارة المقابلة ذات السيناريو في أقل من ساعة من الزمن، بينما كانت مصالح الشرطة العلمية تعاين المكان وتجمع الدلائل.
لم يبق أمام باب عمارة الفتاة المتوفاة البالغة من العمر 14 سنة، سوى بعض النسوة من المعزيات، المواسيات والفضوليات في ترقب لجنازة أخرى بالعمارة المقابلة حيث رمت صديقتها “رفيدة” نفسها من الطابق الرابع أيضا لأسباب لم يستطع أحدا الخوض فيها.
وقد لفظت الفتاة الأولى أنفاسها في سيارة الإسعاف، حسب تأكيدات مصالح الحماية المدنية، بعد كل الإجراءات الطبية والمحاولات من أجل إنقاذها، فيما لا تزال الثانية على قيد الحياة في حالة حرجة، بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، حيث تحدث بعض الجيران بمنزلها عن إمكانية نجاتها بنسبة 5 بالمائة، حسبما ذكره الأطباء لأهلها.
وقد كانت أم الفتاة الثانية التي لا تزال على قيد الحياة في حالة انهيار جد متقدمة، خاصة أنها فقدت ابنا لها قبل سنتين، حيث دعت الله أن يرحم ابنتها ويتولاها بأمره وأن يأخذ أمانته قائلة بنبرة باكية “ربي يديها باش تتهني خير ما تبقى معوقة” خاصة أن الفتاة ولدى سقوطها كانت واقفة على قدميها حيث رجليها قد كسرتا وعمودها الفقري كذلك، فيما انقسمت إحدى رئتيها والفتاة المسكينة موصولة بجميع الأجهزة الطبية التي تساعدها على مصارعة الموت.
ودائما من الحي الذي تقطن به الفتاتين تحدثت النسوة أنهما صديقتان مقربتان جدا وأن شقيق الأولى قد لامها على بعض صورها التي نشرتها صديقتها على صفحات الفايسبوك ولأنها خافت من ردة فعله فقد رمت بنفسها من الشرفة، أما الثانية ولشعورها بالذنب تجاه صديقتها فقد أقدمت على نفس الشيء.
وتحدثت النسوة في الجنازة أن الأمر لا يعدو سوء تفاهم وأن الفتاتان مشهود لهما بسلوك حميد وأخلاق فاضلة.