أصدرت محكمة الجنايات بالشلف، نهاية الأسبوع الماضي، عقوبة الإعدام في حق ثلاثة أشخاص، وبالسجن النافذ 15 عاما في حق رابع، وذلك لتورطهم في قضية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتكوين جماعة أشرار بغرض السرقة مع ظرف الليل والتسلق التي راحت ضحيتها طبيبة في ليلة من ليالي رمضان من سنة 2014.
وحسب ما جاء في جلسة محاكمتهم، فإن هذه الجريمة اهتزت لها كامل ولاية الشلف، وجرت خلال صلاة التروايح بالتزامن مع مبارة الجزائر ـ المانيا في المونديال، وخلالها اتفق هؤلاء المتهمون على اقتحام منزل الضحية بغرض سرقة مبلغ يقدر بـ600 مليون كان في البيت العائلي للضحية، وذلك بمساعدة جارها، وقد خطط هؤلاء لتنفيذ الجريمة أكثر من أسبوعين، واتفقوا على دخول منزل الضحية ليلة مباراة الفريق الوطني وألمانيا التي تزامن موعدها مع وقت صلاة التراويح.
حيث قام جارها بفتح باب منزله للمتهمين الثلاثة الذين صعدوا إلى سطح المنزل، وعبر سلم فولاذي اجتازوا الحائط الفاصل بين المنزلين ودخل متهمان إلى المنزل عبر السلالم، فيما بقي الثالث فوق الحائط يراقب، وبعد نزولهم للطابق الأول قاموا بتفتيش الغرف، قبل أن يصطدموا بالضحية تقوم بإشعال الضوء، فاختبأوا خلف الباب، وعند وصولها أمامهم باغتها أحدهم وأغلق فمها والثاني قام بطعنها حسب تصريحات المتهم الرئيسي، الذي قال أن المتهم الثاني قد وجه لها طعنات بخنجر كبير الحجم طوله 32 سم في الصدر والرقبة وهي الطعنات القاتلة حسب تقرير الخبرة الطبية المنجز من طرف الطبيب الشرعي، غير أن هذا المتهم نفى ما نسب إليه وأصر على انه بقي فوق السطح يراقب وعند سماعه لصراخ الضحية فر هاربا، مع العلم ان المحامي فاروق قسنطيني كان حاضرا في هذه الجلسة ورافع لبراءة موكله المتهم الثاني من تهمة القتل وشدد على انه لا توجد أي دلائل على قيام موكله بالمشاركة في القتل سوى أقوال المتهم الأول وان شهادة متهم على متهم لا يعتد بها وان الشك يفسر لفائدة المتهم وطالب بظروف التخفيف في تهمة تكوين جماعة أشرار بغرض السرقة، كما استفاد المتهم الأول من الدفاع في إطار المساعدة القضائية والذي قال إن موكله أقر بالتخطيط للسرقة واعترف بتوجيهه عدة طعنات للضحية والتمس ظروف التخفيف.
أما المتهم الثالث جار الضحية فرافعت محاميته على انه قد قام فعلا بالتخطيط للسرقة وقدم المساعدة للجناة، غير انه لم يساهم أو يشارك في جريمة القتل، كما التمست إفادة موكلها بظروف التخفيف، أما دفاع المتهم الرابع، فرافع ببراءة موكله من تهمة المشاركة في القتل وان موكله اقتصرت مشاركته على مراقبة المارة وانه فر عند سماعه للصراخ، اعتقادا منه بأن أمرهم قد كشف ولم يكن يعلم بجريمة القتل وعند سماعه بموت الضحية في اليوم الموالي سلّم نفسه للشرطة وابلغ عن شركائه في الجريمة، ولولاه ما كانت التحقيقات لتكشف أمرهم خصوصا ان الشرطة لم تجد أي بصمات في مسرح الجريمة وطالب بأقصى ظروف التخفيف في حق موكله، هيئة المحكمة وبعد المداولة، حكمت بإدانة المتهمين الأول والثاني بتهمة القتل العمد والثالث بالمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وعاقبت ثلاثتهم بالإعدام وعاقبت المتهم الرابع بـ15سنة سجنا وغرامة 100 ألف دج بعد إفادته بظروف التخفيف.