تزامنا مع أول أيام رمضان المبارك، شهدت أسعار الخضر والفواكه بالعديد من أسواق التجزئة أمس، ارتفاعا قياسيا مقارنة بالفترة التي سبقتها التي كانت قد أحدثت ضجة كبيرة أدت إلى تدخل العديد من الأطراف الفاعلة في المجتمع دعوة منها إلى الابتعاد عن الجشع والمضاربة في الأسعار مقابل ترشيد الاستهلاك والتخفيف من شدة لهفة المستهلك التي تتضاعف في مثل هذه المناسبة، غير أن كل تلك المساعي سقطت في الماء بدليل وصول أثمان بعض المنتجات إلى زيادات فاقت 30 بالمئة.
تجددت مشاهد التسابق نحو الأسواق واكتظاظها منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، الموافق لأول أيام رمضان حيث فتحت أبوابها قبل التاسعة صباحا لاستقبال الزبائن خاصة منهم أولئك الذين يفضلون طهي كل ما هو طازج.. وفرة كبيرة في السلع اتسمت بها مختلف الأسواق بدليل وجود مختلف أنواع المنتجات الفلاحية الموسمية وغيرها إلا أن الملاحظ بحسب مختلف التصريحات التي وقفت عليها “الشروق”، أن الأسعار شهدت لهيبا مضاعفا عما سجلته قبيل حلول الشهر بأيام خاصة بالمنتجات التي يكثر عليها الطلب شأن الطماطم، الكوسة “القرعة”، الجزر واللفت في حين عرف ثمن التمر هو الآخر ارتفاعا قياسيا وصل إلى 800 دينار للكيلوغرام مقابل 140 دينار لسعر الطماطم التي تربعت على عرش قائمة الخضر رفقة السلطة.
وقال في هذا الاتجاه المنسق الولائي لمكتب الولاية عن اتحاد التجار سيد علي بوكروش، إن الأسعار عرفت ارتفاعا محسوسا منذ أسبوع لكنها لم تتوقف بل امتدت إلى غاية اليوم الأول من رمضان حيث بلغت نسبة ارتفاعها بـ30 بالمئة، معللا المشكل بكونه يخضع للعرض والطلب فضلا عن المواطن الذي كلما زادت لهفته على الشراء أثر ذلك على الأسعار رغم ما يميز السوق هذه الأيام من وفرة غير مسبوقة. كما تطرق المتحدث إلى مشكل نقص غرف التبريد التي يتجسد دورها في احتواء هذه الوفرة وتخزينها حتى لا تأكلها المزابل، وعاد إلى الحديث مرة أخرى عن تقاذف المسؤوليات بين الفلاح والتجار وهي التهم المتبادلة التي تبقى بمثابة حلقة مفرغة تغذي السوق كل مرة. وتنبأ بكروش بأن تتهاوى الأسعار ابتداء من الأسبوع الثاني من رمضان بعد انتهاء الأول منه الذي يبقى بمثابة بصمة تتكرر سنويا في مثل هذه المناسبة. ودعا المتحدث المواطن إلى ضرورة تجنب التبذير وعقلانية الاستهلاك في رمضان الذي عادة ما تسجل فيه كوارث بالأرقام تستقبلها المزابل، وأعطى مثال عن ذلك بسوق الكاليتوس الذي يطرح يوميا 40 طنا من النفايات، أما الأسواق الجوارية فأكثر من 150 طن يوميا في حين يطرح المواطن 250 طن يوميا من النفايات أغلب الفضلات عبارة عن خضر وفواكه .