تم يوم السبت الماضي، تنفيذ قرار هدم مسجد “الفتح” بالثنية التابعة لولاية بومرداس، السبت، وسط سخط كبير لقطاع واسع من السكان، الذين ذرفوا الدموع حزنا على المسجد لقيمته التاريخية والعاطفية، وسوت الجرافات المسجد بالأرض تنفيذا لقرار من السلطات بهدم المسجد، بحجة ضيقه وعدم استيعابه جموع المصلين لاسيما في صلاة الجمعة، على أن يشد مسجد آخر بمساحة مناسبة.
في حين يرى معارضو القرار أنه كان حريّا بالسلطات أن تضمن صيانة المسجد وترميمه، لا هدمه وهو الذي ظل شامخا خلال الفترة الاستعمارية، ولم تؤثر فيه العوامل الطبيعية، وبينها الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 21 ماي من عام 2003.
وشيّد المسجد حسب سكان المنطقة في عام 1939، من طرف أحد المحسنين وهو المدعو محمد نايت الشهير باسم “موح البولونجي”، ثم سلمه للجنة دينية تتولى تسييره، وتم توسعته لاحقا.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن المواطنين أكدوا أنه كان من الممكن الإبقاء على بيت الله، وتوسعته، وهو المعلم الذي ظلت صومعته منارة شامخة امام تهديدات الاستعمار الفرنسي وعواصف العوامل المناخية الطبيعية كزلزال 2003 وليس هدمه. وقال محدثونا إنه كان من الممكن تحويل المسجد إلى مدرسة قرآنية، واستغلال المساحة المجاورة له، لبناء مسجد جديد، حسب السكان الذين أشاروا إلى وجود ما وصفوه بتواطؤ جهات خفية في هدم المسجد.
وتمت عملية الهدم على مرآى من المواطنين، الذين كان كثير منهم يذرفون الدموع، وكان ابن “موح البولونجي” مؤسس المسجد من بين الحضور، الذين اعتبروا العملية “وصمة عار” في جبين المسؤولين المحليين.
يشار إلى أن السلطات المحلية، حولت رواد المسجد المهدم إلى مصلى يبعد عن وسط المدينة بنحو 500 متر، وهو ما لم يرق للسكان.
من جهته، امتنع رئيس البلدية، الذي أشرف على عملية الهدم، عن الإدلاء بأي تصريح، بدعوى أن القرار اتخذ في عهد المجلس البلدي السابق، وأنه ملزم بتنفيذ القرار ليس إلا.