انطلقت يوم السبت الطبعة الثالثة من الحملة التحسيسية للمحافظة والحماية على الثروة الغابية بالعاصمة تحت شعار ” محيطي أخضر 2″ بغية ترسيخ ثقافة حماية البيئة والمحيط لدى أوساط المواطنين و بخاصة تلاميذ المؤسسات التربوية، و هي الحملة التي أطلقتها مصالح مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر.
وأكد المدير الولائي للغابات السيد نور الدين بعزيز لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش انطلاق الحملة التحسيسية التوعوية بالمزرعة النموذجية العالية بالعاصمة، أن برنامج الطبعة الثانية التي تحمل شعار ” محيطي أخضر 2″ ستشمل إلى غاية شهر أفريل القادم مختلف الفضاءات الغابية الحضرية والمساحات الخضراء بالعاصمة بغية ترسيخ ثقافة الحفاظ على الثروة الغابية وحماية البيئة والتنوع النباتي والحيواني .
و سيتم خلال هذه التظاهرة التي تعرف مشاركة 25 جمعية لحماية البيئة تنظيم عدة نشاطات بيئية على غرار ورشات وحملات تحسيس و تنظيف ونشاطات ترفيهية ومعارض تحسيسية من اجل حماية المواقع الغابية، و كذا القيام بعمليات تشجير و تنظيم مسابقات من أجل إشراك التلاميذ في المجهود و المبادرات الرامية إلى حماية البيئة ـ يشير ذات المصدر ـ .
وأبرز بأن تكثيف مثل هذه النشاطات البيئية لاسيما في مجال حماية الغطاء النباتي الغابي أين تحصي ولاية الجزائر أزيد من 5000 هكتار، وكذلك رسكلة النفايات من شأنه “إكساب المواطن ثقافة بيئية” و يعزز التربية البيئية في الوسط المدرسي .
وأشار المتحدث أن التظاهرة التحسيسية هي ثمرة التعاون و الشراكة مع العديد من المؤسسات والمعاهد العمومية و الولائية المتخصصة التي تعنى بملف حماية البيئة، على غرار مديرية البيئة لولاية الجزائر و “نات كوم” و “إكسترانيت” و مديرية الصيد البحري لولاية الجزائر، وكذا الوكالة الوطنية للنفايات والوكالة الوطنية لتسيير المدمج للموارد المائية إلى جانب جمعيات مختصة في الحفاظ على البيئة.
وفي ذات الشأن أعلن المسؤول عن تخصيص دورة تكوينية لصالح أزيد من 20 منشطا شابا من مختلف الجمعيات والنوادي الخضراء في مجال حماية البيئة تشرف عليه جمعية ” بذرة ” من وهران من أجل مرافقة أحسن لمختلف شرائح المجتمع وفئاته العمرية حيث ستمكنهم من القواعد الأساسية للتحسيس لنجاعة أكثر في تمرير النصائح وإقناع المواطن بأهمية الحفاظ على البيئة.
وذكر المسؤول أن العمل الجواري الفعال لهذه الجمعيات التي تعنى بحماية البيئة يساهم بقوة في غرس ثقافة حماية البيئة بين أوساط مختلف أفراد المجتمع، مشيرا في ذات السياق إلى أن “نقص الوعي لدى بعض المواطنين هو ما يتسبب غالبا في اندلاع تلك الحرائق”، حيث يقوم هؤلاء برمي النفايات وبقايا الطعام في الغابة ما يؤدي إلى نشوب الحرائق وإتلاف مساحات كبيرة من الغابات سنويا.
وأضاف المصدر أن مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر نفذت في إطار برنامج مكافحة حرائق الغابات عمليات مكثفة تخص الأشغال الحراجية و تنظيف وتهيئة المسالك وكذا مكافحة الأمراض الطفيلية على مستوى الغابات الكبرى بالعاصمة.
و فيما يتعلق بالمواقع الغابية التي ستفتح أمام العائلات خلال السنة القادمة 2018 ضمن المخطط الأخضر الممتد إلى غاية 2029 أكد المتحدث أن العاصمة سجلت فتح 25 موقع غابي وتهيئة 13 موقع غابي جديد، ناهيك عن التهيئة المستمرة للحدائق والبرنامج متواصل لتحسين الخدمات لاستقطاب العائلات.
و بالمقابل ذكر المصدر أن الحضائر الفلاحية النموذجية توسعت لتشمل 9 حضائر نموذجية حاليا ليبلغ عددها 23 حظيرة نموذجية خلال سنة 2018 على مساحة 200 هكتار، حيث تم غرس أزيد من 150 هكتار من أشجار الزيتون إلى جانب الأشجار الحمضية و العطرية والعملية متواصلة وذلك لحماية الأراضي الزراعية الخصبة من زحف الإسمنت ويندرج المشروع ضمن مخطط الإستراتيجي لتهيئة العاصمة .
و ثمن ممثلي مختلف المصالح الولائية و المؤسسات المعنية بحماية ونظافة البيئة وكذا الجمعيات المشاركة في التظاهرة التحسيسية مثل هذه المبادرات التي تشحع على نشر الثقافة البيئية، وأكدوا على مساهمتها في إرساء وبعث تقاليد العمل التطوعي للحد من الأخطار التي تحدق البيئة و الإنسان جراء انتشار النفايات بمختلف أنواعها وتهديدها للصحة العمومية والبيئة .
و تتوفر ولاية الجزائر على ثروة غابية تفوق مساحتها 5.000 هكتار موزعة عبر 113 موقع غابي عدد هام منها موجود عبر النسيج العمراني و يشمل مساحات تتراوح بين 1 إلى 8 هكتارات ، فيما تتفاوت مساحة الغابات الكبرى بالعاصمة إلى بين 300و 600 هكتار، على غرار غابات “مقطع خيرة” و” بوشاوي” و ” بوزريعة ” و ” بن عكنون ” و “باينام” و ” 19 جوان “.