يرتكز المخطط الذي وضعته شركة المياه و التطهير بقسنطينة “سياكو” للتصدي للفيضانات، على الثلاثية”توقع، وقاية و حماية”، و الذي تمت مباشرته من خلال عملية تنقية قنوات الصرف الصحي و تتبع نقاط الخلل التي تؤثر على المناطق المهددة بالفيضانات.
و في هذا الصدد، وضعت شركة سياكو جهازا لمكافحة الفيضانات من خلال قيامها خلال الفترة الممتدة بين شهري مايو و يوليو 2017 بتنقية 8981 بالوعة و 5721 فتحة للمياه المستعملة، حسب ما كشف عنه لوكالة الأنباء الجزائرية، السيد كمال صلاي مساعد المدير العام للمؤسسة.
و أكد بأن شركة سياكو التي تتوفر على 17 وحدة للتدخل تابعة ل5 مناطق استغلال و تغطي البلديات ال12 لولاية قسنطينة تشرف على صيانة شبكة تطهير تمتد على 931 كلم و تضم 29 ألف و 294 بالوعة و 17 ألف و 70 فتحة للمياه المستعملة.
و استنادا لذات المسؤول فإن مخطط مكافحة الفيضانات الذي يوضع آليا منذ شهر مايو مع اقتراب كل موسم الأمطار يمكن من “القيام بعمليات تنقية مسبقة و وقائية، إضافة إلى امتصاص نقاط الخلل المتواجدة على شبكة التطهير.”
و من أجل القيام بهذه العملية على أكمل وجه تسخر شركة المياه و التطهير بقسنطينة إمكانياتها البشرية و المادية منها على وجه الخصوص 30 عون تنقية و 4 شاحنات لسحب مياه الفيضانات و شاحنتين (2) للتدخل حسب ما تم إيضاحه.
و خلال السداسي الأول لسنة 2017 قامت فرق شركة سياكو ب4558 تدخل بمعدل شهري قدره 60 تدخلا على مستوى نقاط الخلل المحددة أو المسجلة حسبما تمت الإشارة إليه.
و في هذا الصدد، تم القيام بتنقية 17 ألف و 695 بالوعة و 28 ألف و 426 فتحة للمياه المستعملة و 9550 مجرى بمعدل شهري 2949 و 4738 و 1592 على التوالي، في حين بلغ مسار الخط الذي تمت تنقيته على سبيل الوقاية على ذات الشبكة 94 ألف متر خطي حسب ما تم إيضاحه.
و في المجموع مكنت عمليات التنقية الوقائية التي قامت بها الفرق المعنية خلال الأشهر الست الأولى من السنة الجارية من جمع 2428 متر مكعب من نفايات التنقية، حسب ما أضافه ذات المتحدث و هو ما يعادل ما معدله 405 متر مكعب في الشهر.
و استنادا لمسؤولي شركة سياكو خلصت عمليات الفحص و المراقبة المنتظمة التي تم القيام بها عبر كامل شبكة التطهير بولاية قسنطينة من تحديد و إعداد جرد يتعلق بنقاط الخلل يستهدف وضع برنامج للتدخل من أجل إعادة الاشتغال الجيد للشبكة.
و إلى غاية شهر أغسطس من السنة الجارية تمت معالجة ما مجموعه 93 نقطة خلل 45 منها ببلدية قسنطينة و 10 ببلدية ديدوش مراد و 6 بالمدينة الجديدة علي منجلي.
و رغم وضع جهاز لمكافحة الفيضانات لا تزال عديد أحياء قسنطينة عرضة للفيضانات مثلما حدث خلال مطلع شهر سبتمبر المنصرم، لاسيما بحي بن تليس بالقرب من المدخل الرئيسي لحي بوالصوف إضافة إلى حي زواغي حيث غمرت مياه الأمطار سكة الترامواي.
و يرجع مسؤولون بسياكو هذا الأمر إلى “بعض البالوعات التي لا تستجيب للمعايير التقنية المطلوبة” و التي تتطلب عملية إعادة تأهيل من أجل إصلاح “العيوب” المتسببة في انسدادها.
و أردفوا بأن هذه العيوب المسجلة على مستوى بعض البالوعات ظهرت أثناء إنجاز أحد المشاريع و لا يمكن “إصلاحها” سوى عن طريق عملية إصلاح للجزء المعيب من الشبكة.
و بالتالي في حال لم تؤد البالوعات دورها خلال التهاطل الكبير للأمطار يمكن للنتائج أن تكون سيئة، من خلال تٍسجيل خسائر مادية، و حتى بشرية في بعض الأحيان مثلما حدث في شهر أغسطس من سنة 2015 حيث تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضان بالمدينة الجديدة علي منجلي تسبب في هلاك 3 أشخاص.
و منذ ذلك الحادث الأليم تم وضع “مخطط استعجالي” من أجل تفادي فيضانات جديدة مماثلة، و ذلك من خلال إنجاز رواق تحت الأرض و جامع لمياه الأمطار بعلي منجلي موجهين لمكافحة الفيضانات و حماية سكان هذه المنطقة العمرانية من الفيضانات.
و سيستلم هذا المشروع المندرج في إطار الإستراتيجية الوطنية التي تستهدف تحسين ظروف و إطار معيشة السكان و الذي سخر له غلاف مالي ب700 مليون د.ج، حسب مسؤولين بمديرية الموارد المائية “في مطلع سنة 2018”.
تجدر الإشارة إلى أن شركة المياه و التطهير بقسنطينة “سياكو” التي أنشئت في 2008 هي شركة ذات أسهم تتكون من الجزائرية للمياه ذات الأسهم الرئيسية و المعهد الوطني للتطهير تتمثل مهمتها في ضمان إنتاج و توزيع مياه الشرب و تطهير شبكات التموين بمياه الشرب.