تشكل نسبة 53 بالمائة من الجزائريين يقصدون محلات الطب البديل لعلاج أمراضهم النفسية والعضوية، و ذلك حسب ما كشفت عنه دراسة حديثة للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ، وهو الأمر الذي تفاجأت به المنظمة التي قامت بسبر آراء وطني شمل مختلف الشرائح و الأعمار والمستويات من كل الولايات.
هو ما يثبت حسب أصحاب الدراسة تراجع رهيب للوعي الصحي لدى الجزائريين، ناهيك عن المخاطر التي تنجم عن العلاج البديل دون مرافقة صحية سليمة.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك الدكتور مصطفى زبدي في تصريح للشروق أن محلات الطب البديل باتت تستقطب الجزائريين أكثر من المستشفيات، بسبب تقديمها لخلطات عشبية تباع بأبخس الأثمان ويروج لها أنها تعالج من جميع الأمراض، وهذا ما ساهم في كثرة الإقبال عليها من طرف المرضى، وانتقد المتحدث واقع المستشفيات والصحة الجوارية التي لم تتمكن من استقطاب المواطنين وكسب ثقتهم، بسبب كثرة التجاوزات وتأجيل المواعيد الطبية وطريقة العلاج التقليدية…
وكشف زبدي أن 25 بالمائة من المستجوبين فقط عارضوا التوجه للعلاج في محلات الطب البديل، بالمقابل أكد 53 بالمائة تفضيلهم هذه الأماكن التي تعالج بالأعشاب والرقية والحجامة عن المستشفيات لعدة أسباب، منها الاكتظاظ وطول مدة المواعيد الطبية التي تتجاوز في كثير من الأحيان ثمانية أشهر، بالإضافة إلى غلاء العلاج عند الأطباء الخواص، حيث انتقلت قيمة الفحص الطبي من 1000 دج إلى 2000 دج وفي حال إجراء أشعة أو تصوير طبي بسيط فإن الثمن يرتفع الى 4000 دج، وهو الأمر الذي يعجز أغلب الجزائريين عن تأمينه.
وطالب المتحدث بضرورة تنظيم شعبة الأعشاب لما تستقطبه من أعداد كبيرة من المرضى، ورقم أعمال العشابين الذي يقدر بالملايير، وترك هذا المجال لمن هب ودب سيتسبب حسب زبدي في كوارث اقتصادية وصحية تتطلب من السلطات الوصية استحداث جمعية مهنية للعشابين وتقنين نشاطهم بما يتوافق مع الصالح العام ويتكامل مع ما تقدمه المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة وان الدراسة التي قامت بها منظمة المستهلكين أثبتت أن الطب البديل بات يستقطب شريحة واسعة من المرضى في الجزائر بسبب غياب التعويض الطبي لعدد كبير من المواطنين وفشل المنظومة الصحية في كسب ثقة المواطن.