قام موقع “بلومبيرغ” بنشر تقرير مهم حول الطريقة التي يتعامل بها محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والحاكم شبه الفعلي للمملكة العربية السعودية مع المعارضين له بعد أن زج بالعديد من الدعاة والناشطين بالسجن.
وقال الموقع أن “الثورة السعودية من القمة” لا تتسامح أبدا مع من ينتقدونها، وهو ما دفع العديد من رجال الدين، سواء باختارهم أو بعد اجبارهم مع قرار الملك سلمان بمنح المرأة الحق في قيادة السيارة.
وتابع الموقع: “الشيخ محمد العريفي لم يعرف عنه أنه مدافع عن حقوق المرأة، خاصة أنه تحدث في شريط فيديو عن كيفية ضرب المرأة، لكنه كان من المرحبين بالقرار، وانضم قادة دينيون آخرون كانوا معادين لموضوع القيادة لقائمة المرحبين”، معلقا :” سبب الموافقة هو ما شاهده هؤلاء قبل أسابيع مما حدث لمن رفضوا القرارات الحكومية، حيث اعتقل عدد من الدعاة والناشطين بتهمة نشر الدعاية المتطرفة”.
وتطرق “بلومبيرغ” لرؤية محمد بن سلمان، إذ أفاد :” ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فتح المملكة واقتصادها ومجتمعها للعالم، مستدركا بأن هذه الجهود ترافقت مع إغلاق وتكميم الحريات التي كانت موجودة من قبل”، ناقلا عن جيمس دروسي الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة قوله :” “أكثر قمعا من السابق”، وطلقت عهد الملك عبدالله، الذي كان يسعى دائما “للإجماع”، مشيرا إلى أن عائلة الملك سلمان لا تتسامح مع النقد”.
تابع التقرير :” لم يعد للمؤسسة الدينية تأثير، ولم تعد الحكومة تمنح الإصلاحيين خطوات لترضيتهم، فبعد وفاة الملك عبدالله وتولي الملك سلمان العرش عام 2015، بدأ التحول السريع، وبصعود محمد بن سلمان ضاقت دائرة القرار، بحيث أصبح الأمير يسيطر على معظم القرارات المهمة في الدولة”، مستدركا :” رغم وعود ابن سلمان بتقديم رؤية تجديد للمملكة، إلا أنه لم يتسامح مع معارضيه، مع أنه حاول جذب نقاده إلى جانبه، وظهر مثلا بصورة مع العريفي، والتقى مع رسام كاريكاتير، إلا أن تغييرا على هذه القاعدة يبدأ من القمة، ويرى أنصار الأمير أنه يحتاج ليد قوية لتنجزه”.
وأورد التقرير عن علي الشهابي مدير المؤسسة العربية في واشنطن قوله :” تحتاج ليد قوية لتنجز هذا الأمر دون إثارة الفوضى”، وأضاف أن “المملكة تشهد تحولات جيلية في وراثة العرش والحكومة، اتخذت قرارات صعبة لإعادة تشكيل البلد، وتعاني من هجمات الجهاديين السنة والشيعة وإيران، فالبحث عن إجماع سيكون مضيعة للوقت؛ بسبب الفجوة بين المحافظين والليبراليين، التي من الصعب ردمها”.
وأشار الموقع :” السعودية، التي لم تكن تهتم في الماضي بالاتصالات، قامت الآن بتعيين متحدثة باسم السفارة في واشنطن، واستعانت بشركات علاقات عامة لتحسين صورتها، كما استعانت مكاتب الحكومة في الرياض بالشباب المتعلمين والعارفين بتكنولوجيا التواصل، الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية”، معلقا :” التحكم في الخطاب داخل المملكة ممكن أكثر من خارجها، حيث عبر خاشقجي عن آرائه في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، قال فيه إن المملكة لم تعد “تحتمل”، لافتين إلى أن مناخ القمع متواصل في البلاد، حيث تم اعتقال 22 شخصا بتهم تحريض الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع الكثير من المتعلمين والنخبة للتفكير بمغادرة البلاد، ونقل عن أحدهم، قوله إنه يبحث عن فرصة رغم حبه لبلده وأمله بنجاح الإصلاح”.