اتخذت وزارة الفلاحة بالتنسيق مع مصالح الداخلية، إجراءات صارمة لتشديد الرقابة على عملية بيع الأضاحي، بتحديد 23 نقطة بيع على المستوى الوطني وفرض شهادة من الطبيب البيطري تؤكد صحة وسلامة هذه الأضاحي لمواجهة فضيحة تعفّن اللحوم العام الماضي، بعد أن تفاجأ عدد كبير من المواطنين من تحوّل لحوم الأضاحي إلى لحوم سامة تقتل مستهلكيها، و بموازاة مع ذلك حذّرت مصادر بيطرية مسؤولة، من احتمال تعفن الاضاحي ليلة العيد، في حالة ما استمرت درجة الحرارة في الارتفاع، وطالبت المواطنين بضرورة تجنّب الذبح في الشارع أو داخل المنازل، والتوجه إلى المذابح حفاظا على صحتهم وعلى سلامة الأضاحي، موازاة مع ضرورة التعجيل في حفظها بالثلاجة بدل تركها إلى غاية اليوم الموالي لتفادي ظهور بكتيريا قد تحوّل لحومها إلى سم قاتل.
غير أنه وككل سنة، بقيت تعليمة التقيّد بنقاط البيع التي تم تحديدها، مجرد حبر على ورق، حيث سجل في الفترة الأخيرة انتشار أسواق فوضوية لبيع الكباش عبر مختلف البلديات وإقبال المواطنين عليها كونها تتمركز داخل الأحياء السكنية أو في محيطها، بشكل يجنّب هؤلاء عناء التنقل لاقتنائها، ضاربين عرض الحائط ضرورة أن تكون هذه الكباش مراقبة من قبل الطبيب البيطري، وتتوفر على شهادة طبية تؤكد سلامتها.
وهي الوضعية التي تأسفت لها مصادر نقابية مسؤولة، أكدت بأن انتشار هذه النقاط الفوضوية عصف بكل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارتي الفلاحة والداخلية، كون هؤلاء التجار سيفلتون حتما من مراقبة الفرق البيطرية، وبالتالي من الرقابة التي شدّدت عليها المصالح المختصة هذا العام لتجنّب فضيحة اللحوم المتعفنة، على غرار ما حصل العام الماضي.
وفي هذا الإطار، اتهمت مصادرنا رؤساء البلديات والمنتخبين المحليين على مستوى المدن الكبرى، لا سيما ولاية الجزائر، بالتقاعس في تطبيق تعليمة الداخلية التي تحدد نقاط بيع الأغنام. وأكدت أن عملية بيع أضاحي العيد تتم حاليا في فوضى وعشوائية، أمام أعين هذه السلطات دون أن تتدخل لردع من يقف وراءها.
وطالب محدثونا بضرورة تدخل القوة العمومية لمحاربة الباعة الفوضويين، لأن أغنامهم غير مراقبة، كما أنهم يفلتون من مراقبة فرق البياطرة التي تتحمل مسؤولية تسجيل أية حالات وباء أو تسممات خلال أيام عيد الأضحى، متسائلين عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم التطبيق الصارم للقرار الولائي الذي قلص نقاط بيع الكباش، رغم أن هذا الإجراء ظل مطلب مختلف الجهات طيلة السنوات الماضية.
ولتفادي هذه الكارثة، حذّرت ذات المصادر من عمليات الذبح العشوائية، خاصة في حالة استمرار ارتفاع درجة الحرارة، وطالبت المواطنين بضرورة التوجه إلى المذابح بدل الذبح داخل منازلهم أو على الأرصفة، مع ضرورة التقيّد باالشروط الوقائية اللازمة، حيث شددت على ضرورة التعجيل في حفظ الأضاحي داخل الثلاجة لتجنّب تعرضها لبكتيريا تؤدي إلى تعفنها وتحولها إلى مادة سامة قاتلة.