في واحدة من قضايا النصب و الاحتيال التي تثير الاستغراب، بطلتها امرأة في العقد الخامس من العمر، تقوم بممارسة نشاطها بعدة أحياء ، مما جعل المصالح الأمنية بتبسة، تباشرتحقيقا في هذه القضية.
و حسب المصادر الإعلامية التي أوردت الخبر، فإن المرأة التي ترتدي لباسا محترما، يبدو عليها الوقار والحياء، تترصد خروج الرجال، بعد الساعة الثامنة صباحا، وتدق على أبواب المنازل الجميلة والفيلات الفخمة فقط، التي يبدو على أصحابها الثراء، إذ وبعد فتح الباب، من طرف ربة الأسرة، تحييها بتحية في غاية اللباقة، مؤكدة لها أنها لم تقصد هذا المنزل، إلا بتوجيه روحاني وربّاني، وأنها كما تقول، في حديثها، تريد لهن الخير، وزيادة ما عندهن من رزق.
وتطمئن صاحبة المنزل إليها، وتدخلها إلى إحدى الغرف، فتشعرها هذه بأنها شوافة، وأن جدها من العلويين الأشراف، الذين ينتمون إلى نسل علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين رضوان الله عليهم، ولها قدرات عجيبة في استخراج الكنوز، وأنها على علم ودراية بأن هذا المنزل مشيد فوق كنز ذهبي، وأن البقعة كانت مستغلة من قبل من طرف الرومان، الذين وضعوا تحت الأرض كنزا لا يقدر بالملايير، وبعد زمن معين من الدردشة المتبادلة، والكلام المؤثر تقتنع صاحبة المنزل بكلامها، وتناشدها أن تخرج لها الكنز، وتعطيها ما تريد من مال، لكن الشوافة تؤكد لها أن الذهب لا يخرج إلا بالذهب، وأن الجانّ لا يمكنه التحرك، والقيام بعملية البحث، إلا إذا شاهد الذهب، حيث تتوجه المرأة إلى خزانتها المشفرة وتمنحها حلقا أو “مقياسا”، بمبلغ لا يقل عن 50 مليون سنتيم، فتطلب منها وضعه تحت قطعة قماش حمراء، وفوقه كأس ماء، لتقوم برقيته، حيث تقرأ بعض التعاويذ والطلاسم، ثم تطلب منها إحضار كمية من السكّر.
و ما إن تتحرك صاحبة المنزل، حتى تخرج الشوافة مسحوقا مخدرا، وتضعه في كأس الماء، وبعد عودتها تضيف إلى الكأس كمية السكر، وتطلب من المرأة أن تشرب نصفه، والنصف الآخر لغسل القطعة الذهبية، إذ وفي أقل من دقيقة، حتى تفقد صاحبة المنزل وعيها، لتنصرف الشوافة بسرعة فائقة، تاركة صاحبة الدار في غيبوبة لا تفيق منها إلا بعد نحو نصف ساعة، حيث لا تجد أثرا للضيفة، ولا لذهبها ولا لكنزها الروماني، كما زعمت الشوّافة، لتباشر صاحبة المنزل البكاء والصياح ومناشدة الجيران البحث عن المرأة التي غابت عن الأنظار.
و بحسب نفس المصادر، فإن هذه الحادثة حصلت لقرابة عشرة منازل وفيلات وربات أسر من زوجات الأثرياء، حيث ضيعت نساؤهن قطعا ذهبية، ومجوهرات، وحتى مبالغ من العملة الصعبة، وكل هذا من أجل الوهم والطمع الذي يحوّل الغني إلى فقير.