في واحدة من الطرائف المؤلمة التي ترهق كاهل صندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، فقد سجل الصندوق بسطيف أطول عطلة مرضية ربما قد تكون في العالم، و تستحق أن تدخل دفتر غنيس للأرقام القياسية، إذ بلغت هذه العطلة المرضية 365 يوما، و بعملية رياضية فإننا نجد أن هذا المعدل يعادل قرن و 21 يوما من التعويض على حساب صندوق
و العطلة المثيرة للجدل قدمها أستاذ جامعي أودع ملف عطلة مرضية لدى مصالح صندوق التأمينات بسطيف، وتبين عند التحقيق أن الأستاذ لم يمرض وكل ما في الأمر انه قدم عطلة مرضية مفتعلة وتنقل للعمل خارج الوطن مع محاولة ضمان دخل دائم داخل الوطن طيلة سنة كاملة، وهي التصرفات التي تفاقمت في السنوات الأخيرة وبلغت حد الظاهرة التي يلجأ إليها العديد من العمال للهروب من العمل دون ان يُمَس دخلهم الشهري بسوء، مما أثر على التوازنات المالية لصندوق التأمينات بسطيف الذي سجل خلال سنة 2016 تعويضات لمدة زمنية تقدر بحوالي 700 ألف يوم وهو ما يعادل 19 قرنا لمجموع العطل المرضية التي استفاد منها المؤَّمنون، يعني في عام واحد تم تعويض 19 قرنا مما يوحي بقيمة التعويضات التي يدفعها الصندوق والتي قدرت ماليا بأكثر من 77 مليار سنتيم مما يجعل ولاية سطيف في مقدمة الولايات وطنيا في هذا المجال.
وأمام هذا الواقع، تم تنظيم حملة تحسيسية لمحاربة العطل المرضية الوهمية والموجهة، خاصة إلى الأطباء المعنيين مباشرة بهذا النشاط، حيث سجل تواطؤ كبير للعديد من الأطباء، خاصة من القطاع الخاص، حيث يتم توزيع العطل المرضية على الذين لا يستحقونها دون مراعاة الجانب الأخلاقي للمهنة.
و حسب المختصين فإن العطل المرضية تكثر، خاصة في شهر رمضان الذي يفضل فيه العديد من العمال الركون إلى الراحة، ويتم استهداف أيضا الأيام القريبة من المناسبات الوطنية والدينية لتمديد فترة العطل ، وهي الظاهرة التي تعد في نظر الأئمة نوعا من الغش، لأن فيها استفادة من المال بطريقة غير شرعية.
و يذكر أن الأستاذ الذي ينحدر من ولاية سطيف والذي قدم أطول عطلة مرضية في العالم والذي تبين بأنها وهمية لم يستفد من التعويض، رغم مساعيه الحثيثة للقيام بهذه الصفقة المربحة التي لم تخرج عن دائرة الغش المحرم شرعا.