سنبدأ أولا من منظورنا الشعبي طفل زمان يتقمط بالقماش يلعب بالتراب يجري حفيان يموت بالفرحة كي يعطيه بابه 5 دج يأكل كلش ويلعب بكلش يخاف من كل الكبار وفي الأخير يخرج راجل بأتم معنى الكلمة الله يبارك . أطفال اليوم ليكوش و الشومبوان و الكوتونتيش و الطلك….إلخ الحليب تاع الباطا (55 ألف) و الفرينة (45 ألف) والياغورت و الفرماج و ما لذ وطاب يلعب في البلاي في لسمارتفون يشري كل أنواع الألعاب تعطيه ماماه كل يوم 300 د ج ويبكي يقولها زيديني يلبس غي الماركا بما فيها السراول الطايحين و يخرج أنوش وفيس سا مامو. هذا المنظور الشعبي لننتقل الى المنظور الاكاديمي.
طفل زمان كان أشبه بعصفور حر طفل طبيعي ينتمي إلى المحيط بشكل متناغم يتسلّق الأشجار يقفز عن السرير ثمّ يسقط يلعب بالتراب وتتسخ ملابسه يفكّر لوحده ويرضيه نور الشمعة لتأدية واجباته يعتمد على ذاته ويتعلّم من المحيط ويخرج إلى الشارع ولا يخاف أو يفكر بوجبات الطعام السريعة ويبتكر ألعابه بنفسه. أفقه بلا حدود وهو مبدع وباحث بامتياز ويتمتع بقيم المشاركة. طفل الأمس يتفرغ لتلقي المعرفة والعلم شغله الشاغل فتراه يحضر مجالس الكبار ويتعلّم منهم فضولي ولكن بشكل أنيق ولا يعاني من القلق او الاضطرابات مبادر ويحترم الجميع.
طفل اليوم يحب نفسه كثيرا ولا يرضى بالقليل من الفرص المتاحة ولا يتعامل مع المسؤوليات بجدية ولا يتكيف مع الظروف المحيطة ويصرخ عالياً إذ باعتقاده أن هذا الأسلوب يمّهد لتلبية رغباته ويمارس حريات كثيرة بموجب قوانين واتفاقيات وليس بموجب العلاقات الإنسانية الطبيعية في مجتمع متكامل تلتصق عيناه في شاشات افتراضية بشكل يومي ولا يتنازل للخروج إلى الشارع لاكتشافه ولا يريد أن يسمع من حوله وينصت فقط إلى ذاته. طفل اليوم يعاني من التوحد مجازا بسبب ما يفرضه عليه العالم المحيط به وهو مقيد بإتباع ما يقدّم إليه ما يحكم السيطرة على عقله ورغباته وطموحاته ويضعه في قالب ضيق. هذا الطفل مركّب يضيع الوقت في مجالسة مواقع التواصل في عوالم افتراضية هو طفل مكيفات الهواء يصيبه السعال إذا تنفس ذرة غبار وتغريه النزهات في الأسواق التجارية المكيفة ولا تكفيه التجارب البسيطة وهو طفل اتكالي يعتقد أنه محور اهتمام هذا العالم.
لكل جيل ايجابياته وسلبياته فمثلا نحن اطفال زمان كنا نحترم الجميع ولكن مشكلتنا اننا رضعنا الخوف اما اطفال اليوم مشكلتهم انهم لا يحترمون احد ولكن ميزتهم انهم يواجهون ولا يخافون احد.