في توتر جديد في العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الجزائرية قال كبار المحللين أن باريس تمارس مساومة ضد السلطات الجزائرية من أجل فرض عودة الحركي الذين خدموها خلال فترة الاستعمار إلى بلادهم حيث يؤكد مؤرخون أنه بعد استقلال الجزائر في 1962 غادر إلى فرنسا نحو 800 ألف من الحركي وعائلاتهم مع الجيش الفرنسي بينما بقي حسب تقديرات غير رسمية ما بين 55 و75 ألفًا منهم في الجزائر وتقول وسائل إعلام فرنسية، إن الحركي وعائلاتهم يشكلون اليوم جالية كبيرة في فرنسا تمثل نحو 4 مليون شخص.
ففي الخطوة الأولى قطع الرئيس الفرنسي ماكرون زيارته للجزائر دون سابق إنذار ثم في الخطوة الثانية أقدمت السلطات الفرنسية على سحب الحماية الأمنية عن السفارة الجزائرية في العاصمة باريس كإجراء غير مفهوم يوحي بأزمة غير معلنة افتعلها محيط ماكرون وهي خطوة قال عنها المحللين أنها مريبة وغير مسبوقة وفي إطار المعاملة بالمثل سارعت السلطات الجزائرية بالرد على الإجراء الدبلوماسي من خلال سحب كل الحماية الأمنية عن المؤسسات الرسمية الفرنسية في التراب الجزائري. ثم جاءت الخطوة الثانية ليهاجم بيرنار باجولي السفير السابق لفرنسا بالجزائر والمدير العام للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية النظام الجزائري بقوة وبشكل عنيف في صورة الرئيس بوتفليقة والحزب الحاكم ففي حوار أجراه مع صحيفة لوفيغارو وبالتزامن مع تكريم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحركي بطريقة استفزازية لقدماء مجاهدي الثورة الجزائرية قال السفير السابق في رده على سؤال بخصوص مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية إنها تطورت بخطوات صغيرة جدا لسببين الأول بحسبه يتعلق بجيل الثورة الذي يحافظ على إضفاء الشرعية على نفس من خلال استغلال المشاعر اتجاه المستعمر السابق أما السبب الثاني فيقول برنار باجولي هو الرئيس بوتفليقة مع كل الاحترام الذي أكنه له يبقى على قيد الحياة بشكل مصطنع ولن يغير شيء في هذه الفترة الانتقالية لإنه من أجل الانفتاح يجب تبادل أشياء أخرى مثل فتح أرشيف الافلان ورجوع الحركي لوطنهم.
الخبراء يقولون أن باريس تقوم باستغلال الوضع الذي تعيشه السلطة الجزائرية في ظل تناقص الموارد البترولية لتحاول ابتزازها وفرض الشروط عليها مثلما حدث في موضوع إنشاء مصنع لتركيب سيارات بيجو في الجزائر حيث تم تأجيل التوقيع على الاتفاق بسبب خلاف على نسبة الاندماج في حين الرأي العام في الجزائر يريد ندية حقيقية في التعامل مع فرنسا لأن هذه الأخيرة مستفيدة كثيرا من الناحية الاقتصادية ولا تعطي للجزائر سوى الفتات ومازالت ترى الجزائر على أنها مقاطعة فرنسية.