خلال إشراف زير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، على افتتاح الملتقى الوطني الثالث للتعليم القرآني الذي تجري أشغاله بقاعة المحاضرات لمقر ولاية غرداية، يوم الإثنين، دعا إلى توحيد مناهج وبرامج التعليم القرآني بما يتوافق مع المرجعية الدينية الوطنية التي تقوم على الاعتدال والوسطية والتسامح.
و أوضح الوزير، أن الملتقيين المنعقدين سابقا بغرداية “قد سمحا لهذه المنطقة أن تصبح قلعة في الفقه” بخصوص منهجية التعليم القرآني موحدة تقوم على مسعى تساهمي مع مجموع الفاعلين في الحقل الديني عبر كل التراب الوطني.
“وستسمح تلك المناهج للتعليم القرآني التي ستكون موحدة بتعزيز الوحدة المذهبية والثوابت الدينية التي تتضمنها المرجعية الدينية للوطن”، مثلما أضاف السيد عيسى.
وقال الوزير في السياق ذاته، أن “مرجعيتنا الدينية التي تقوم على ثقافة الاعتدال والوسطية قد مكنت الجزائر من الحماية من كل فتن التطرف، و ينبغي علينا أن نضع منهجية وبرامج للتعليم القرآني أصيلة وموحدة بأقسامنا”.
وأضاف أن “الجزائر التي تعمل من أجل ترقية إسلام متسامح بما يتوافق مع هوية الأمة الإسلامية، و الذي تمكن من دحر التطرف قد غدت رمزا ونموذجا للبلدان الأخرى”.
ولدى تطرقه إلى أهمية الطبعة الثالثة من هذا اللقاء الوطني حول التعليم القرآني، أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن الاقتراحات الملموسة سيتم إعدادها لتوحيد المناهج وبرامج التعليم القرآني، وفق التعاليم المذكورة في القرآن الكريم.
وفي تصريح للصحافة أعلن محمد عيسى أنه سيتم إيفاد 100 إمام إلى فرنسا و10 إلى كندا و5 إلى ألمانيا لإمامة صلاة التراويح طيلة شهر رمضان المعظم القادم .
كما دعا الوزير أيضا وعشية استقبال الشهر الفضيل إلى “التضامن و التآزر بين العائلات من أجل التخفيف من معاناة العائلات المعوزة، كما يحث على ذلك ديننا الإسلامي الحنيف وهو قاسمنا المشترك”.
وجمع الملتقى الوطني الثالث للتعليم القرآني الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتعاون مع ولاية غرداية خلال يوم واحد كوكبة من العلماء والمفكرين والجامعيين من مختلف جامعات الوطن لمناقشة توحيد مناهج تعليم القرآن الكريم، و تثمين المناهج التقليدية في تلاوة كلام الله العزيز العظيم (تلاوة جماعية).
كما ناقش المشاركون في هذا اللقاء أيضا ضمن ورشة إصلاحات التعليم القرآني ومستقبله وعصرنته باستلهام من الإسلام المعتدل والوسطي، حسب المنظمين .
وتفقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف عدة ورشات تابعة لدائرته الوزارية، سيما منها ورشة المركز الثقافي الإسلامي بناحية بوهراوة (غرداية) في طور استكمال الأشغال، و مدرسة قرآنية، و مسجد و زاوية ببلدية ضاية بن ضحوة، قبل أن يعاين خلال هذه الليلة هياكل دينية أخرى بسهل ميزاب.
و قبل ذلك أشرف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف على تكريم أئمة وشخصيات دينية بالمنطقة.