لدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح”، اليوم الأربعاء على أمواج الإذاعة الجزائرية،أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على أنه و “في إطار عملية إصلاح المنظومة تم الشروع في إعادة النظر في المضامين وهيكلة المؤسسات من خلال دمج عدة مؤسسات ثقافية في مؤسسة واحدة وفقا لدفتر شروط معين وذلك بهدف ضمان نجاعة تسييرها والتقليص من قيمة التكاليف وكذا متابعتها باستمرار” .
كما صرح ميهوبي “لقد شرعنا في العملية الأولى للدمج على مستوى مؤسسة أوبرا الجزائر التي تضم الآن الفرقة السمفونية والبالي الوطني والمجموعة الاندلسية ونحن الآن في مرحلة حل هذه المؤسسات لدمجها في المؤسسة الجديدة بعد استكمال النصوص القانونية للتأسيس”.
و أضاف نفس المتحدث، أنه هو نفس الشيء الذي نقوم به بالنسبة لديوان رياض الفتح إلى جانب الوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي التي ستصبح مؤسسة واحدة تحمل اسم ديوان رياض الفتح للاشعاع الثقافي وهذا حتى تكون لديها مداخيل وتعطي البعد الإشعاعي على الصعيد الوطني والخارجي إلى جانب ادماج بعض المتاحف، منها دمج متحف الخط الاسلامي في تلمسان بالمتحف الوطني للفن والتاريخ اضافة إلى تقليص المهرجانات بصورة واضحة.
كما أبرز ميهوبي أن إصلاح المنظومة الثقافية سيرتكز على دعوة وتشجيع المؤسسات الاقتصادية الخاصة إلى الانخراط بصورة واضحة في الفعل الثقافي من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والاستثمار في السينما وفي المعالم الأثرية ولكن وفقا لدفتر الشروط “كما هو معمول به في دول العالم” .
وأوضح ضيف الأولى أنه تم وضع دفاتر شروط لهذه المؤسسات لمراقبة تسييرها المالي وفقا لثلاثة شروط أساسية، منها الدقة في التسيير والتحكم المالي وتحقيق الجدوى الثقافية وحسن التنظيم لضمان الاستمرارية والفعالية .
وفي معرض حديثه عن واقع الفنان الجزائري أوضح الوزير أن الجزائر من البلدان القليلة التي وفرت للفنانين امتيازات غير مسبوقة من خلال تمكينهم من حيازة بطاقة الفنان التي تسمح لهم بتأمين اوضاعهم الصحية والاجتماعية والحصول على التقاعد من خلال دعمهم المباشر من قبل ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة .
وأعلن الوزير أنه تم احصاء اكثر من 6500 فنان لحد الآن تتوفر فيهم شروط الحصول على البطاقة من قبل المجلس الوطني للفنون والآداب موضحا أن هذه البطاقة تمكنهم من امتلاك كل الحقوق الاجتماعية والاعتراف بما يقدمونه من قيمة مضافة.
وفيما تعلق باستراتيجية القطاع للحفاظ على الموروث الثقافي أشار الوزير إلى مجهودات الجزائر في الحفاظ على التراث، ويتجلى ذلك في التصدي لمحاولات الإرهاب الثقافي –على حد تعبيره- أي تهريب الآثار، حيث سجلت عدة محاولات لتهريب التحف الجزائرية، ولكن الفرق الخاصة بالأمن والدرك الوطنيين والهيئات المعنية أحبطت هذه العمليات، مشددا على ضرورة مكافحة استنزاف الذاكرة الأثرية من خلال الإسراع في التبليغ.
هذا وكشف ميهوبي عن أنه تم استكشاف منطقة أثرية بمنطقة بلاد الهدبة الموجودة بولاية تبسة حيث “قمنا منذ أسبوعين بارسال فرق بحث من المركز الوطني للابحاث في علم الآثار إلى عين المكان للكشف عن هذه الآثار ولأن هذه المنطقة تحتوي أيضا على ثروة كبيرة من الفوسفات ارتأينا عدم إعاقة استغلال المناجم بإجراء خبرة أولية تقضي بنقل هذه الآثار كما وجدت إلى منطقة قريبة ببئر العاتر”.
وأشار الوزير إلى مشاركة الجزائر في الندوة الدولية التي نظمت بأبو ظبي والمخصصة للتراث الثقافي العالمي المهدد بالخطر حيث تم الاعلان عن صندوق خاص لحماية الآثار في المناطق التي تعرف نزاعات مسلحة وانشاء شبكات لنقل الآثار إلى أماكن آمنة ويتم اعادتها بعد استتباب الامن بها.
وعن سبب توقف مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أكد ميهوبي أن هذه المشاريع لم تتوقف و”لكننا ارتأينا أن تأخذ وقتها في الانجاز وأن لا ترتبط بآجال التظاهرة، فعمليات الترميم تتطلب خبرة ووقتا كبيرا” مؤكدا على أنه تمت تسوية كل الإشكالات التقنية والإدارية بعد تشكيل مجموعة بين الولاية ووزارة الثقافة والهيئات المعنية لإزالة بعض الالتباسات.