قال عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والأفريقية والعربية، أن المغرب والذي سيقرر الاتحاد الإفريقي في ملف انضمامه من جديد للهيئة السياسية الإفريقية السالفة الذكر، والذي من المنتظر أن يحسم فيه في شهر يناير الجاري، خلال القمة الإفريقية، لن يستطيع إخراج “جبهة البوليساريو” من ذات المنظمة.
الوزير الجزائري وفي مقابلة له مع قناة الشروق نيوز الجزائرية حول موقف بلاده من اشتراط المغرب سحب عضوية “الجمهورية الصحراوية” أو البوليساريو من أجل عودته للإتحاد الإفريقي، حيث قال :” المغرب لم يوفق ولن يوفق في إخراج الصحراء من الاتحاد الأفريقي، المغرب غادر بيت الاتحاد الأفريقي منذ 33 سنة، وحاول مؤخرا العودة إليه مقابل إخراج الصحراء ولكنه لن ينجح”، مؤكدا أن الجزائر تعارض بشكل كامل إخراج البولساريو من الاتحاد الإفريقي.
من جهته قال محمد شقير، الباحث والمحلل السياسي المغربي أن مسألة طرد ما يعرف بـ “الجمهورية الصحراوية” هو أمر غير مطرح في الوقت الراهن، قائلا في تبريره لوجهة نظره :” لأن الطرد لن يقوم به المغرب وحده، بل من الضروري دعم استراتيجية متوسطة وطويلة المدى من طرف المغرب للعمل على هذا الأمر”، على حد قوله.
وأضاف شقير في تصريح صحفي له :” “هذا الأمر (الطرد) رهين بعملية استقطاب الأصوات وتجميعها للتصويت على طرد “الجمهورية الصحراوية” من داخل الاتحاد.. باعتبار مجموعة من المعطيات التي على رأسها، أن هذه الدولة لا تتوفر على مكونات دولة معترف بها عالميا، وأن العديد من الدول الأفريقية داخل الاتحاد لا تعترف بهذا الكيان، وبالتالي هذه كلها معطيات يمكن للمغرب أن يستغلها للدخول في مواجهة مباشرة، بعدما كان يواجهها خارج الاتحاد”، مضيفا :” على المغرب أن يركز على مواجهة مباشرة سواء في كواليس الاتحاد، أو داخل مختلف مكوناته للعمل على إيثار، أولا، كل ما تقوم به جبهة البوليساريو من مناورات، ثم العمل على إقناع دول أفريقية بأن هذا الكيان لا يتوفر على شروط ومكونات دولة.
وأفاد ذات المحلل في تصريحه :” دخول المغرب في الاتحاد الأفريقي هو الهاجس الأساسي للمغرب حاليا، مشيرا إلى أن كل التدابير التي تمت مؤخرا تنحو في هذا الاتجاه، “وهذا ظهر جليا من خلال زيارة الملك لمجموعة من الدول الأفريقية، وكذا مصادقة البرلمان المغربي على قرار العودة، هذه التدابير قام بها المغرب للانضمام للاتحاد “وهذه خطوة أولى من طرف المملكة حتى تحتل موقعها داخل الاتحاد الأفريقي”.
وعن علاقة الجزائر بذلك، قال شقير :” “دخول المغرب للاتحاد الأفريقي سيسبب إحراجا لكل من الجزائر وكيان الجمهورية الصحراوية، داخل الاتحاد، وبالتالي هذه خطوة أولى المفروض على المغرب أن يركز ويبلور إستراتيجية هجومية للعمل أولا لحصار الجمهورية وثانيا العمل على إبعادها من الاتحاد..”.