بغضب شديد، هاجم العديد من العلماء بالأزهر المؤسسة الدينية الرسمية بمصر الشيخ والداعية السلفي “أبو إسحاق الحويني” وذلك بعد جوابه على سؤال يتناول شبهة انتحار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مطالبين بسرعة إقرار قانون يقوم بالحد من ما أسموه “انشار الفتاوى الشاذة”، وبأن تكون هنالك ضوابط في عملية الرد، مع عدم إثارة هذه القضايا بين عوام المسلمين.
وطالب عباس شومان، وكيل الأزهر بسرعة إقرار هذا القانون في البرلمان، حتى تكون الفتاوى الدينية خارجة وبشكل مباشر من الأزهر الشريف على حد قوله.
وقال ذات المتحدث أن الله عز وجل هو الذي تولى الرسول الكريم بالحفظ والعناية منذ كان ماء في صلب أبيه، وبالتالي لا يجوز الحديث عن مثل هذه الأمور من طبيعة ” هل حاول الرسول الإنتحار” فهذه الأمور لا يجب أن تثار بهذا الشكل على حس تعبيره، مضيفا أن هنالك الآلاف من الأحاديث الموضوعة التي تدعي أشياء لم يفعلها الرسوم صلى الله عليه وسلم.
وحدث شومان من أن الساحة الدينية حاليا تشهد ظهور ما أسماهم “أنصاف المشايخ”، معتبرا أن هذا الأمر يهدف بشكل أساسي الفتنة في بلاد المسلمين، وهو ما يعني أن القانون وحده من يستطيع وضع حد لهذه الأمور.
وفي نفس السياق، قال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر أن الحديث أو الرد على هذه الشبهات من قبيل ” هل انتحر النبي” لا يجب الحديث عنه أمام عوام الناس، وهو ما أكده عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية الذي أكد أنه لا يجب الحديث عن هل النبي انتحر لأن هذا الأمر عار من الصحة ومعروف أنه شبهة فقط.
وقال النجار أن البعض يقوم بتأويل الأحادث وقراءتها قراءة نصية بعيدة عن الفهم، مضيفا :”فهم الأحاديث النبوية نعمة من الله عز وجل، وينبغي أن يستخدمها الجميع في تفسير الأحاديث والقرآن، وليس الأخذ بالنص فقط، فظاهرة الأخذ بالنصوص وتفسيرها يضر بالإسلام”.
من جهته قال الشيخ أبو إسحاق الحويني من خلال صفحته الرسمية على موقع الفيس في تدوينة جاء نصها :”هل حاول الرسول، صلى الله عليه وسلم، الانتحار من أعلى الجبال؟هذا الحديث رواه البخاري، في سبعة مواضع من صحيحه، وهو حديث بدء الوحي، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعبد في غار حراء حتى جاءه الوحي، وقال له: اقرأ قال ما أنا بقارئ، قال: “اقرأ بسم ربك الذى خلق”، ثم أخذ عليه الصلاة والسلام ء ترتجف بوادره، وذهب إلى خديجة، وقال زملوني زملوني دثروني دثروني إلى آخره، قال “خشيت على نفسي”، قالت: “كلا والله لن يخزيك الله أبدا”، إلى آخر الحديث.
وأضاف الحويني :” لماذا أورده البخاري في الصحيح؟.. لأنه من تمام الرواية، وحتى لو افترضنا أنه صحيح فالإمام أبو بكر الإسماعيلي أوله تأويلا صحيحا، وقال هذا من القدر الذي يبقى عند النبي من صفات الآدميين، كالخوف الجبلي، يعني موسى عليه السلام من أكثر الأنبياء ذكرا للخوف، قال: “إني أخاف أن يقتلون، فأوجس في نفسه خيفة موسى، فخرج منها خائفا يترقب”، مستطردا :” هذا الخوف البشري، يعني كون النبي يخاف من الثعبان، يخاف من السبع، هذه أشياء تبقى بحكم جبلة الإنسان، فقال: لما فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم حزن أنه كاد يفعل هذا، هذا كلام أبي بكر الإسماعيلي، لكن نحن نقول “التأويل فرع التصحيح”، فالقاعدة المعروفة هي أنه: “لا نؤل إلا إذا صح الخبر”.